حوارات
"الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" (الرعد 28).
يطمئنّ قلب المرء عندما يطول باله، سيما عندما يعوّد نفسه على الصبر والأناة، والرفق والتمهّل (طولة البال)ما سيمكنّه من التغلّب على أصعب العوائق الحياتية.
بعض مبادئ طولة البال التي تؤدّي الى اطمئنان القلب في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-التمهُّل: يتمهّل الإنسان العاقل في سلوكيّاته، وفي تعامله مع نفسه ومع الآخرين، ويترفّق بنفسه، وبعقله وبقلبه، قدر استطاعته في معرفته لحدود طاقاتها، فلا يتجاوز حدود ما هو معقول، ومنطقي حتى لا يحمّل نفسه ما لا تطيق، والمرء طويل البال يطبّق حرفياً العبارة العامة: في التأنّي السلامة وفي العجلة الندامة، وفقاً لقدرته الشخصية، ويطمئنّ قلبه تباعاً.
-مداراة الناس: يداري المرء العاقل، سيما من تراكمت لديه خبرات حياتية ثريّة، الناس بملاطفتهم، وبعدم تعمّد إيذائهم أو ازدرائهم، بشكل مباشر أو غير مباشر.
من يرفق بالناس هو الانسان الصّبور طويل الأناة والحليم، ويطمئنّ قلب المداري لمشاعر الآخرين بسبب أنّه يدرك في نهاية اليوم، أنّه لم يتعمّد إيذاء من تعامل معهم في حياته، الخاصة أو العامة، ولا يجول في خاطره ندم شخصي على ما قاله، أو ما فعله في حقّ الناس.
-التَّوكُّل على اللهِ: يقول المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم: "وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرا"(الطلاق 2- 3)، فيأخذ الفرد بالأسباب، ويتّقي الله في ما يقول ويفعل، وسيطمئنّ قلبه بسبب طول باله وتفويضه لكل أموره لربّ العباد.
-الصبر على أذى الناس: يطول بال المرء عندما يصبر على أذى الناس قدر استطاعته، وبتفادى التصادم معهم على أمور تافهة، أو بسبب نوبات مفاجئة من عقد نقص ودونيّة، يتعرّض لها بين الحين والآخر، وبقدر ما هو منطقيّ، وبقدر الاضطرار الى الدفاع عن نفسه، وعمّن يهتم بأمرهم، وطولة البال تقويّ المناعة النفسية.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق