إلى رئيس مجلس الوزراء بالاصالة، ورئيس مجلس الوزراء بالانابة، وإلى جميع الوزراء الحاضرين والغائبين والمستقيلين والمستمرين وكل المسؤولين وزراء، ووكلاء وزارات، ومديرين يحملون شهادة"د"، هل بقي احد من المحسوبين على الصفوف الاولى من قيادات الدولة، ولم نذكرهم بالوظيفة او المنصب، في الاسبوعين الاخيرين، فقط، كان هناك حدثان لو في اي بلاد اخرى، لكانت هناك محاسبة ومراقبة، ومتابعة لاستحى كل واحد منهم، وسارع الى الاستقالة والاعتذار للشعب، والعفو على القسم الذي اداه قبل اداء وظيفته،احتراما للشعب، وفشله، او اخفاقه لتحقيق المطلوب.
الخبر الاول مجلس الوزراء يؤجل برنامج عمله والسبب
"وزارة المالية قدمت خطة مكررة دون طموح"، اما الخبر الثاني"وزارة الكهرباء تشرع في القطع المبرمج"، وتدعو المواطنين للرأفة بها، ووقف تشغيل المكيفات والثلاجات والبرادات في فترات الظهيرة وذروة السخونة.
ليعذرني السادة المسؤولون كل في موقعه على هذه العبارات والمبالغة في الوصف، لكن ما قلته لا ينفي الواقع، فالقطع المبرمج للكهرباء نافذ منذ فترة، فقد بدأ بالمزارعين والمصانع حتى وصل اخيراً إلى المنازل، وقد يمتد القطع طوال فترة الصيف،وصيفنا، ما شاءالله عليه، عمره طويل نحن، طبعاً ندفع قروضاً وهبات، ومنحا كثيرة إلى الخارج، غالبيتها تذهب الى بطون الحرامية والنصابين، ورغم ذلك، لا يبخلون على بلدانهم، حيث يستغلون جزءاً من القرض لاعمار بلدانهم. الكويت بمساحتها وعدد سكانها لا تتجاوز محافظة، او مدينة او ولاية، اذا قورنا بالدول الكبرى، ورغم ذلك مشكلاتنا تعادل ضعف اضعاف مشكلات تلك دول، بحجمها وسكانها.
في السابق كانوا يضعون فشلهم على مجلس الامة وأن الوزراء محسوبون على الكتل البرلمانية، طيب الحين لا مجلس ولا امة ولا محاسبة للحكومة، فعلى من يلقون فشلهم؟
وكانوا من قبل يعتذرون عن عدم دخول الوزارة، حتى لا يتعرضوا لستجوابات ومساءلات كيدية، وكل ذلك انتهى، فلماذا اخطاء الحكومات لا تزال موجودة، بل تورمت؟
عندما تأتيني بمسؤولين فاشلين، فلا تظن انك تبني دولة وتحقق النجاح، ولا عيب اذا اعترفنا باخطائنا، او حجم قدراتنا، ففي الخمسينات من القرن الماضي، كانت الكويت لا تزال تحت الحماية البريطانية، ارسل الانكليز مجموعة من الخبراء الاختصاصين في التخطيط العمراني، وفي بضع سنوات تحولت الكويت من مدينة بدائية إلى دولة عامرة بشوارعها ومدارسها ومحطة تقطير مياه، وميناء يلبي حاجة الكويت والجيران، ومحطة كهرباء غطت كل الكويت، مدنها وبواديها.
هكذا نجح الانكليز وهكذا فشلنا، ومازلنا نفشل، رغم اكثر من
نصف قرن على الاستقلال، فما هو الحل، هل نستمر في حقل تجارب، ومن فشل الى فشل، وغياب المحاسبة؟
لماذا لا نعترف ان المسافة لا تزال بعيدة لتحقيق النجاح، واننا لانزال نحتاج الى جلب خبراء ومستشارين من بلدان ناجحة (غربية او شرقية) ليحققوا ما فشلنا بتحقيقه؟
الكويت لاتزال ناشئة وما زال ابناؤها تحت التدريب، ونحتاج إلى سنوات طويلة كي نحقق الاكتفاء الذاتي بخبرات مواطنينا، بعيداً عن الشهادات المزورة، التي حتى الآن تمتنع الحكومة عن اعلان عددها.
صحافي كويتي
0 تعليق