ناقش مؤتمر الإيكاو للتسهيلات (FALC 2025)، الذي تستضيفه دولة قطر وتنظمه الهيئة العامة للطيران المدني بالتعاون مع منظمة الطيران المدني (إيكاو)، خلال جلسة رفيعة المستوى، اليوم، سبل تسهيل مستقبل النقل الجوي، في ظل التوقعات المتزايدة لنمو حركة الركاب والشحن عالميا.
وأكد المتحدثون في الجلسة، التي ترأسها الدكتور محمد خليفة الرحمة مدير مكتب النقل الجوي بالإيكاو، أن حركة الركاب ستتضاعف بشكل غير مسبوق في السنوات المقبلة، ما يستدعي الاستثمار المكثف في قطاع التسهيلات وتحسين مستوى الخدمات، لمواكبة هذا النمو الكبير.
وشدد المشاركون على أن مستقبل الطيران الجوي سيكون رقميا بالدرجة الأولى، مع التركيز على الهوية الرقمية كأولوية قصوى، ما يستلزم شراكات فاعلة بين الحكومات وشركات الطيران لتحقيق تجربة سفر بلا أوراق وتبادل سلس وآمن للمعلومات، مشيرين إلى أن دور الإيكاو يكمن في تحديد القواعد العالمية لتبادل البيانات، بما يعزز الكفاءة في القطاع.
كما دعوا إلى ضرورة الاستفادة القصوى من موارد شركات الطيران، وتبني أحدث التقنيات، وترشيد العمليات، بما يسهم في تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة التشغيلية.
وأشاروا إلى أن قطاع الطيران يمر بمرحلة دقيقة، في ظل تعقيدات السفر وتحديات الاستدامة، مع تسجيل زيادة بأكثر من 10 بالمئة في الطلب على النقل الجوي خلال عام 2024، ما يستوجب تعزيز التعاون بين الوكالات الحكومية ومختلف شركاء سلسلة التوريد، وتطوير البنية التحتية، واعتماد التقنيات المتقدمة مثل البوابات الإلكترونية والهوية البيومترية لتحسين تجربة الركاب وتعزيز كفاءة الشحن.
وسلطوا الضوء أيضا أهمية الاستثمار في الكوادر البشرية، من خلال برامج التدريب والتحفيز، وتبسيط العمليات على مستوى الطيران وسلسلة الإمداد، في سبيل بناء قطاع طيران أكثر استدامة.
وفي هذا السياق، أكد السيد عيسى بن عبدالله المالكي، المندوب الدائم لدولة قطر في مجلس الإيكاو، أن قطاع النقل الجوي يشهد تحديات كبيرة، لافتا إلى أن عدد المسافرين سيصل إلى 12.4 مليار مسافر بحلول عام 2050، ما يتطلب خطوات عملية واستراتيجية لمواكبة هذا النمو المتسارع.
وأوضح أن قطر كانت من أولى الدول التي تبنت توصيات الإيكاو، ما انعكس إيجابا على تلبية احتياجات المواطنين وتحسين تجربة السفر، مؤكدا أهمية الاعتماد على الأنظمة الرقمية، وتعزيز الأمن السيبراني، وتبني التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في المطارات.
وقال المالكي: "نحن أمام فرصة فريدة لرسم مسار الملاحة الجوية، والتعاون بين مختلف أصحاب المصلحة لضمان قطاع طيران أكثر كفاءة ومتعة للمستخدمين"، مشددا على أن إعلان الدوحة هذا الأسبوع يجسد هذا الالتزام المشترك.
وشهد المؤتمر في يومه الأول جلسات نقاشية عدة حول التعاون والتنسيق بين الوكالات، وعمليات تخليص بضائع الشحن الجوي وأتمتتها.
ويعقد المؤتمر على مدار أربعة أيام، هذا العام تحت شعار: "تسهيل مستقبل النقل الجوي: التعاون، والكفاءة، والشمولية"، في امتداد لعام 2024 الذي وصفته الإيكاو بعام التسهيلات، ما يمنحه أهمية خاصة كنقطة انطلاق نحو مستقبل أكثر تطورا واستجابة لتطلعات المسافرين.
يشار أن مؤتمر الإيكاو للتسهيلات (FALC 2025)، يعد منصة دولية مهمة لاستعراض أحدث التطورات في مجال تسهيلات النقل الجوي، وتعزيز التعاون بين الدول وأصحاب المصلحة لتطوير استراتيجية عالمية تسهم في التكيف مع التحولات السريعة التي يشهدها قطاع الطيران المدني.
0 تعليق