أفراح المبارك الصباح وعائشة العبدالله
خلال جلسة حوارية أقيمت ضمن فعاليات معرض الكويت للكتاب
باحت الشاعرة الشيخة أفراح المبارك الصباح، بمكنون مشاعرها، بصدق وأمانة، وكشفت عشقها للكلمة، وما تحتويه من معان وعمق شديدين، وذلك خلال الجلسة الحوارية التي أقيمت في قاعة "VIP"، ضمن الأنشطة الثقافية المصاحبة لمعرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، وأدارت الجلسة الشاعرة عايشة العبدالله، في حضور نخبة من المثقفين والأدباء والجمهور.
في البداية صرحت الشاعرة الشيخة أفراح المبارك الصباح بقولها: "يسعدني أن أكون في معرض الكويت الدولي للكتاب في دورته الـ47، وهذه دعوة كريمة من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، في هذه الأمسية الحوارية التفاعلية بيني وبين الجمهور، حيث إنني أميل دائماً إلى التفاعل مع الجمهور، وهذا الأمر مختلف عن الأمسيات التقليدية التي تدعو إلى الرتابة والملل". وأضافت: معرض الكويت الدولي منارة للثقافة، كما أن الكويت ستحل العام القادم عاصمة للثقافة العربية 2025م.
صدق وشفافية
ومن ثم طرحت العبد الله أسئلتها لتجيب عنها الشاعرة الشيخة أفراح، بصدق وشفافية، وكان أولها ذلك السؤال الذي مفاده: ما أسباب اختيارك لكتابة الشعر خصوصا قصيدة النثر من بين الأصناف الأدبية الأخرى، رغم حبك للرواية وقراءتها؟ لتجيب الشاعرة الشيخة أفراح: وأنا صغيرة كنت أكتب مذكراتي بشكل يومي، وما زلت محتفظة بها إلى اليوم، وهي أشبه ما تكون بمرجع لي أحس فيه بنوع ما بحزن، حيث امتدت هذه المذكرات إلى أن أصبحت توثيقا للمشاعر، كما كنت أحب القراءة خصوصا الروايات وقراءة الشعر والأدب بصفة عامة، ومكتبة الوالد رحمة الله عليه زاخرة بكل أنواع الدوريات العربية وكذلك كل أعداد مجلة العربي منذ بداية نشأتها، وحينما التحقت بالجامعة، درست مواد مساندة مثل اللغة العربية غير الرياضيات التي تخصصت بها، وكان الأستاذة يمتدحون أسلوبي اللغوي في الكتابة والتعبير، ومن ثم فقد أحببت الشعر وكنت إلى جانب قراءتي للشعر أقرأ الروايات.
طائر حر
وأضافت: قصيدة النثر قصيدة حرة، فبطبعي لا أحب الالتزام بالأوزان الشعرية، مع تأكيدي أن المرجع الأساسي هو الشعر الكلاسيكي، لكن بطبيعة الحال لا أحب التقّيد بأي شيء فأنا أشبه بطائر حر، أكتب ما أريد وما أحب. إنني أكتب من نفسي إلى نفسي، ما أحسه من مشاعر وأحاسيس، أيضا من رؤية الآخر، من الإنسان الذي أحيانا يشبهني ولا يشبهني، الكتابة عندي أشبه ما يكون بحوار بيني وبين نفسي، حوار بين نفسي والآخر، بين المجموعة وبيني، إنني أعطي الكتابة أقصى ما لدي من إحساس... ولكن أقول إن الشاعر ساحر في الكلمات والمعطيات وعنده الكثير من مخزون الكلمات فيلعب بها ويسحر الناس بالكلمات، وفي نهاية الأمر يظل الصدق في المشاعر الإنسانية هو المداد لأفكاره، وأيضا الطبيعة لها تأثيرها وأثرها على الشاعر.
وفيما يخص سؤال: في ديوان شغف أزرق وأيضا في دواوينك الأخرى، يتجلى كثيرا البحر، بكل تناقضاته ومده وجزره... ما الذي يعنيه لك البحر؟ أجابت الشاعرة الشيخة أفراح بقولها: البحر... يعني لي العمق، بألوانه التي تختلف من مكان إلى آخر، هناك الزرقة الداكنة والدرجات المختلفة كل هذه الأشياء تضفي عليّ نوعا من البهجة وفي الوقت نفسه الحزن، فحينما نرى البحر نحكي له الأسرار والأشياء وهو لا يجيب، ولكنه يجيب... بماذا؟ بالموج بالصوت برائحة الهواء بالمد والجزر، بالقواقع بالطين، كل هذه الأشياء يمثلها عندي البحر، ومعظم القصائد كتبتها وأنا أمامه، وهذه الأمور تمثل عندي نوعا من الراحة والشقاء أحيانا.
0 تعليق