غياب أم

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

غبت عني يا امي الحبيبة، فغابت معك الشمس التي تنير روحي، وصرت بعدك خاوي الوجدان وحيداً بعدك، غريباً مثلي مثل المسافر المغترب، زادته الذكريات التي ابوء اليها لالتمس في واحتها الظليلة طيفك، وهو يعانقني، ويدك وهي تحنو عليَّ كلما اصابني ألم.

اتذكرك حينما تحتويني عيناك لتدفع عني اذى الحياة، بالدعوة الصالحة، وتسهر الليالي الى جواري، تفرح اذا فرحت، وتحزن اذا حزنت. فمن اين لي الان بقلب كقلبك الحاني؟

امي الحبيبة انا راض بقضاء الله، اؤمن كما علمتني ان لا راد لقضائه، لكن نار الفراق تعذبني تكويني، وفي داخلي لا اصدق رحيلك، فقد كنت النبضات التي يخفق بها قلبي بعدك، وكنت الوطن الذي سكنته، ويسكنني بحبه، وحنوه، ومستودع الحكمة الذي الجأ اليه كلما اردت النصيحة، وطوق النجاة الذي ابحث في احضانه عمن يحمل عني عناء الالم، ويخففه.

لا تلوميني يا امي ان بكيت، او ذرفت الدمع، فاللوعة والحزن تحتويني، وليس لدي القدرة على التحكم في مشاعري، خصوصا حين تكون لاغلى انسانة عرفتها، فلا احد يشبهك يا امي في روعتك، وعاطفتك، وحنوك، يا مصدر الامان، ونبع الحنان الذي لا ينتهي عطاؤه، او يجف، فكيف ستكون حياتي بعدك، وقد غادرتها الصديقة والحبيبة التي نهلت، ولا ازال انهل من عطائها المتدفق بلا حدود.

امي الغالية ادركت الآن لماذا جعل المولى عز وجل الجنة تحت اقدام الامهات، فبرحيلك اظلمت حياتي، افتقد دعواتك الصالحة لي، وانت على سجادة الصلاة.

افتقد ابتسامتك الحنون التي طالما بثت فيّ الامل في احلك ايامي سوادا، افتقد احضانك الدافئة التي كانت تحتويني، وتمنحني الامان، واسألك ان تسامحيني ان كنت يوماً قصرت في حقك، او اغضبتك، واعاهدك الا انساك، وان اتواصل معك، وسيظل لساني يلهج بالدعاء لك ما حييت، سائلا المولي عز وجل ان يسكنك فسيح جناته، انه سميع مجيب.

 كاتب سعودي

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق