حوارات
كل ذَكَرْ بالغ من بني البشر هو رجل، لكن الرّجل العاقل يستعمل عقله للتفكير، ويمسك لسانه عندما يجدر به فعل ذلك.
والعقل كما قال أحد حكماء العرب: "هو الحابس عن ذميم القول والفعل"، فلا يمكن مثلاً وصف كل ذكر بالغ عمرياً أنه رجل عاقل، ما لم يتّصف بسمات نفسيّة معيّنة، ويمارس سلوكيّات رجوليّة محدّدة، ونذكر منها ما يلي:
-الرجل العاقل لا ينقاد وراء التفكير العاطفيّ (الهوى): اذ يترك ما يخاطب هواه الى ما يخاطب عقله، فلا يقوده التفكير العاطفيّ المفرط الى ارتكاب أخطاء في حقّ نفسه، أو الآخرين، ويدرك أنّ سيناريوهات و"حلول" التفكير العاطفيّ موقتة، لا تسمن ولا تغني من جوع.
- النَّظر في العواقب: قال أحد حكماء العرب: "من نظر إلى العواقب سَلِمَ من النَّوائب"، والعاقبة هي في الشرّ وفي الخير.
والرّجل العاقل يحرص على التفكير مسبقاً في عواقب كلامه، وتصرّفاته الشخصية، عليه وعلى من يهمّه أمرهم، فيحسب كلامه، ويتحكّم بتصرّفاته، ويعرف ما هو نافع وضار.
-كتم الأسرار وإخفاء نقاط الضعف: يخفي الرّجل العاقل أسراره الشخصية في صدره، ولا يكشفها لكائن من كان، ويواري نقاط الضعف في شخصيته حتى يتغلّب عليها، ويصلحها، ويحرص على الظهور في العلن كرجل واثق من نفسه، عارف لحقوقه، ولا يمكن التلاعب به، أو خداعه.
-العاقل لا يضحك: الرّجل العاقل ليس شخصاً "سَبَهْلَلاً" يفرح ويضحك بإفراطٍ، وهو ليس هَرْهاراً (المستهزئ بالحقّ)، بل يتبسّم، وفي الحديث الشريف عن رَسولَ اللَّهِ (صلَّى اللهُ عليه وسلَّم) قالت عائشة (رضي الله عنها): "ما رَأَيْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مُسْتَجْمِعًا قَطُّ ضَاحِكًا، حتَّى أرَى منه لَهَوَاتِهِ، إنَّما كانَ يَتَبَسَّمُ".
-الحزم والحسم: يحزم الرّجل العاقل أموره، ويحسم بسرعة المشكلات أو المعضلات الأخلاقية التي يتعرّض لها، حتى لا يدع مجالاً لنفسه، أو للآخرين لارتكاب أخطاء فادحة.
- العاقل يعرف أعداءه وأصدقاءه: تتطوّر عند العاقل، بالممارسة وبالاحتكاك بالناس، حاسة سادسة (الفراسة) حيث يعرف جوانب كبيرة مما يبطنه الآخرون نحوه من ملامح، وجوههم، وحديثهم، وحركات أجسامهم، ونظرات عيونهم تجاهه.
كاتب كويتي
@DrAljenfawi
0 تعليق