الدنيا تغيّرت

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زين وشين

من أغرب ما رأيت في وسائل التواصل الاجتماعي "فيديو" يشتمل على حديث لأخت وافدة تحتج لانها دفعت مبلغا وقدره ديناران كرسم الدخول على الطبيب، ودفعت كذلك خمسة دنانير لكي تصرف الدواء من الصيدلية، كان الله في عونها على دفع هذا المبلغ الكبير جدا.

فهي تستغرب من فرض هذا الرسم وتقول إن "الدنيا تغيرت"، بمعنى أنها كان يجب أن تعالج بالمجان، وفوق ذلك تعطى مكافأة على مراجعتها لمركز طبي حكومي نال شرف مراجعتها!

الأدهى والأمر أن الاخت الكريمة الوافدة بكل ثقة سجلت ذلك الـ"فيديو" ونشرته في وسائل التواصل الاجتماعي، على أساس أن هناك امراً خطأ، ويجب تصحيحه، كأن يعفى الوافد من هذا الرسم الرمزي، ويفرض على المواطن فقط، ولا بد من إعادة النظر وتصحيح الأمر في مستشفيات الحكومة، فقد دفعت سبعة دنانير كاملة على المراجعة، بعد أن كانت بالمجان!

يا أخي بالفعل معها حق الدنيا تغيرت، فقد عادت الكويت إلى أهلها، وهذا أمر غير طبيعي فهم شركاؤنا في التنمية، والشريك بالتنمية شريك بالوطن، يأخذ ولا يعطي، ويحول فلوسه إلى وطنه ولا يدفع، متناسية أنها في بلدها تدفع ضريبة على كل شيء، ولم يبق لهم هناك إلا الهوى مسموح لهم ان يتنفسوه بالمجان! أما عندنا فالدنانير السبعة مبلغ كبير، خصوصاً حين نعرف سعر الصرف وتحويل العملة! للحقيقة لا اعرف كم المسافة التي تفصل بين سكنها ومطار الكويت الدولي، لكنني متأكد جدا أنها تستطيع أن تغادر معززة مكرمة على أقرب طائرة لتعالج في بلادها، ولا مانع من أن تحضر معها الفواتير عند عودتها لكي تقدمها إلى جهة عملها لتعويضها، هذا طبعاً إذا عادت للكويت!

يبقى سؤال مهم: نتمنى على الجهات المختصة أن تستدعي صاحبة فيديو السبعة دنانير التي صورت الورقة والطابع الحكومي، ونشرت الصورة، نتمنى فعلاً ان يتم سؤالها ما الذي تريده من هذا الـ"فيديو"، أو ما هي الرسالة التي تريد أن توصلها لكل من يتابعها؟

وللعلم ما لم يتم سؤالها سوف يأتي غيرها ويقول أكثر، فقد تعودنا من البعض الجحود، لذلك لا بد من سؤال هذه الأخت العزيزة من قبل جهة مسؤولة، وبعد السؤال يتم مساعدتها على العودة إلى بلادها لتلقي العلاج المجاني هناك، بدلا من دفع سبعة دنانير على مراجعة واحدة... زين.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق