عندما ننظر إلى تمكين المرأة وما يفرزه من قوة تمنح للمرأة من منظور جديد تقوده رغبة المرأة المتزنة الحكيمة في أن تكون عنصرا فاعلا في المجتمع، ليس لتزاحم الرجل في مسؤولياته الفطرية وإنما لتدعم الرجل ولتكون عنصر إسناد منضبطا له، وفق منظور ديني مجتمعي سليم وليس وفق أدبيات النسوية العالمية!
بناء على هذه الرؤية لتمكين المرأة وجعلها قوية يمكننا أن ندرك بأن مصلحة المجتمع هي الهدف، وهنا يصبح لدينا انطلاقة أخلاقية كاملة لهذه الرغبة في جعل المرأة قوية. وكما نعلم فإن المرأة في أصلها راعية بيت وأسرة وأطفال، فماذا لو كنا أمام حالات من سوء التربية التي يمارسها آباء كثر، ولدينا أمهات في البيوت لا يقمن بحماية أطفالهن من سوء تربية بعض الآباء للأبناء؟! هل ضعف المرأة داخل بيتها في هذا السياق يقدم خدمة للمجتمع والدولة، أم أنه يقدم ثغرة اجتماعية وأخلاقية كبرى لتنشئة أطفال سيكبرون وهم يحملون أمراضا نفسية ستُسيّر سلوكهم غير السوي داخل المجتمع، وسيشكلون خطرا على أنفسهم وعلى المجتمع؟
عندما تكون المرأة قوية فهي تحمي نفسها من ظلم واضح قد يقع لها داخل البيت، وتحمي أطفالها من التعرض لأخطاء في التربية، فلم لا تعتبر أهدافا كهذه بمثابة أهداف تمتلك قوة دفع أخلاقية تستحق منا أن نمنحها للمرأة لكي نحمي المجتمع أحيانا من نفسه؟!
قوة المرأة في قدرتها على دفع الظلم عن نفسها وعن أبنائها، وقوتها في قدرتها على تحمل ظروف زوجها، وقوتها في قدرتها على الدفاع عن الحق والعدل في منع ذويها أحيانا من ظلم زوجها، وقوتها في أن تستقل ماليا ولكن وفق سياق أخلاقي وليس وفق سياق يخالف الدين والعرف والعادات والتقاليد الحميدة، كل هذه الممكنات لجعل المرأة قوية مطلوبة وأخلاقية جدا، والسعي من أجل تحقيقها هو سعي في الاتجاه الصحيح.
تمكين المرأة أو جعلها قوية سيظل موضوعا يستحق الكثير من البحث، ولأن تفاصيله كثيرة، والمفاهيم الخاطئة حوله متعددة ومتجذرة في سياق الفكر الاجتماعي، فإن موضوع جعل المرأة قوية لن يحصل على توافقات اجتماعية يكون الرجل راضيا عنها إلا لو تمت إدارة هذا الموضوع باتزان وبأخلاقية.
0 تعليق