شتاء الأعياد والدفء الوطني

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ورد في الحديث النبوي الشريف "الشتاء ربيع المؤمن، قصر نهاره فصام، وطال ليله فقام"، وارتبط فصل الشتاء بأمطار الخير والبهجة والارتباط الأسري، واجتماع الأهل في أجواء من الدفء الإنساني الذي يفتقده أكثر الناس في باقي الفصول.

لكن فصل الشتاء يبعث في قلبي نوعا آخر من السعادة، وهو ارتباطه بالمناسبات الوطنية الخليجية، فهو بحق فصل الأعياد والبهجة والسرور الذي يجمع البيت الخليجي حول مدفأة الترابط الإنساني والهوية المشتركة، والتهانى المتبادلة.

أكتب مقالتي هذه، وأنا مدفوعة بحب وطني الثاني مملكة البحرين والتي تحتفل بعيدها الوطني يوم 16 ديسمبر من كل عام، والذي يوافق ذكرى استقلالها عن الإمبراطورية البريطانية، وكذلك ذكرى تتويج سمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة، رحمه الله، كأول حاكم لإمارة البحرين بعد الاستقلال.

وفي هذه المناسبة الوطنية العزيزة على قلوبنا جميعاً أتقدم بآيات التهاني والتبريكات لحضرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وللشعب البحريني الشقيق.

الحقيقة أن الرابطة القوية التي تربط الملك بأبنائه من الشعب البحريني محل إعجاب وفخر، واعتزاز من الجميع، فهو بحق قائد حكيم، وعلى قدر رفيع من الرقي والإنسانية، تتجلى في خطابه لأبنائه المواطنين.

ولقد سمعته مراراً يصف بعين الخبير، ولسان القائد الحكيم، يعظ بعضاً من أبنائه المواطنين قائلًا نصاً: "يجب علينا أن لا ننقل عن بلدنا إلا الصورة الزينة، الصورة الزينة اللي ننقلها عن بلدنا تُشَوه، فكيف ننقل بعد صورة لا سمح الله ناقصة! فتُشَوَّه أكثر! وبعدين اللي ليه حقوق لن ينصفه إنسان أكثر منا، ومعاكم أنتم، لأن إحنا أحن عليك وأرأف بك، ولن نستغلك ولن نستخدمك كآلة أو أداة، بل سنعالج أمرك بكل كرامة".

لذلك نجد أن ارتباط الشعب البحريني بالملك حمد بن عيسى آل خليفة قائمة على رباط الصدق، والوضوح، وهنا أتذكر مقولة أبو حيان التوحيدي: "إذا لم يكن القائل واجداً بما يقول، لم يكن السامع واجداً بما يسمع، إنما هو قلب يخاطب قلبا"، فما يخرج من القلب يصل للقلوب مباشرة.

ويقينًا فإن اهتمام الملك حمد بن عيسى آل خليفة بالقيم الإنسانية ونهج الأمن والسلام في العالم أجمع انعكس على قيم الشعب البحريني المسالم المتسامح، الذي تغلّب على كل محاولات زرع الفتنة بين أطياف أبناء الوطن الواحد، فالصدق والإخلاص، والوفاء المتبادل بين القائد والرعية هي حصن الأمان لأي وطن، وأن السلم الإجتماعي هو أساس كل تقدم ورخاء.

لقد أثبتت الأيام أن مملكة البحرين، قيادة وشعباً، هما امتداد لتاريخ وحضارة عريقة شهدتها أرض المملكة منذ القدم حيث عراقة وأصالة الماضي، وعبق الحاضر وآمال المستقبل، تحت الحكم الرشيد للملك.

وختاماً أتوجه مرة أخرى بالتهنئة الى حضرة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولكل الأشقاء في مملكة البحرين بمناسبة العيد الوطني للمملكة.

وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يعمهم بالخير والأمان والسلام، وأن تظل أرض المملكة كما عهدناها أرض الإنسانية ووطن المحبة.

كاتبة كويتية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق