"شبيك لبيك "عبرة يطلقها عفريت الفانوس، حيث يطلب صاحبه منه ما يشاء، والعفريت يلبي الطلب من غير تردد.
هذا الأسلوب، احبابي في الله، لا يمكن ان يأتي بخير في قضايا الإصلاح والدعوة إلى الله تعالى؛ لان عفريت الفانوس؛ لا يملك بعد النظر مستقبلا، بالشكل التفصيلي المطلوب، ولا يعلم شيئا عن الدعوة والإصلاح، المنطلق من منهج الكتاب والسنة.
اليوم من يتزوج زوجة أبيه إذا والده توفاه الله تعالى؛ يكون انسانا دون المستوى، وان أحل ذلك يكون كافرا لا شك ولا ريب، وكذلك من يجمع اليوم بين الأختين، يكون قد وقع في محظور كبير، وان احله ايضا يكون كافراً مرتداً عن الإسلام.
ومع ذلك احبابي في الله قال تعالى في كتابه العظيم بداية التشريع: "ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ماقد سلف"، وقال ايضا في الأختين: "ولا تجمعوا بين الأختين إلا ماقد سلف".
نعم، "إلا ماقد سلف"، يستمر الوضع الاجتماعي بعد القرار الشرعي، ولا ينبغي لمسلم ان يقع بذلك حديثا بعد التشريع.
نعم الله تعالى يرشدنا هنا انه لوكان القرار من غير "إلا ماقد سلف" لكان هناك خراب واهتزاز في المجتمع والأسرة والابناء، وحين يحدث في المجتمعات الخراب الاسري والاهتزاز الاجتماعي، لا يمكن يكون هذا المجتمع قادراً على مواجهة التحديات، ولا تكون له قوة للانطلاق لقيام دولة مترابطة، وانطلاق ثابت للدعوة والخير، وهذه بين شرحها القول، والأثر او الحكمة التي تقول "لا تنهى عن منكر وتأتي بمثله".
نعم احبابي في الله؛ الانسان العاقل لا ينظر إلى الاصلاح والدعوة إلى الله تعالى من خلال عفريت الفانوس "شبيك لبيك" لان العفريت يفقد النظرة المستقبلية، فهو يلبي ما يؤمر به، ويلبي طلب من يطلب فقط بلا تردد.
نعم تلبية الطلب من عفريت الفانوس فيها سعادة انية، لكن سرعان ما يكون الدمار اكبر مستقبلا، لان العفريت لا يرى المستقبل، فالدعوة إلى الله تعالى والإصلاح، بالفهم ماضيا، والواقع الآني، ونتيجة مستقبلا، وهذا لا تحصل عليه إلا من خلال كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
إعلامي كويتي
0 تعليق