تتزايد التقارير التي تشير إلى ضغوط أمريكية على قطر بهدف تقويض مكانة السلطة الفلسطينية وإضعافها كجزء من خطة أوسع تهدف إلى تعزيز نفوذ الحركات الإسلامية المنتهية في غزة.
وتأتي هذه الجهود ضمن ترتيبات إقليمية جديدة تسعى تبدأ عقب عودة إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى الحكم في 20 يناير الجاري، لتعزيز فكرة الاستيطان الجديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
التلاعب الإعلامي: الجزيرة في دائرة الاتهام
في هذا السياق، أثارت قناة الجزيرة موجة جدل واسعة بعد زعمها أن فتاة فلسطينية بريئة هي من نفذت هجومًا طعنًا في بلدة دير قديس بالضفة الغربية.
ادعت القناة أن الفتاة تواجه خطر الموت بعد أن تم تسليمها من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية إلى الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما دفع أسرتها إلى الرد بحزم على هذه الادعاءات.
أكد والد الفتاة وخالها، عبر اتصال هاتفي خاص، أنهما هما من قاما بتسليم الفتاة إلى معسكر بيت إيل الاحتلالي قرب رام الله، وذلك لضمان سلامتها والتأكد من براءتها في ظل الشائعات المتداولة.
وأوضحوا أن الفتاة، التي تبلغ من العمر 16 عامًا وتدرس في الصف الحادي عشر، تعاني من اضطرابات نفسية حادة بعد استشهاد شقيقها مؤخرًا على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي.
الفلسطينيون يدافعون عن براءة الفتاة
عبر أهالي الضفة الغربية عن استيائهم من الأكاذيب التي روجتها قناة الجزيرة، مؤكدين أن الهدف منها هو إثارة الفوضى والإضرار بالعائلات الفلسطينية.
وأوضحوا أن عائلة الفتاة اتخذت قرار تسليمها بنفسها، دون أي تدخل من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بهدف حماية حياتها من أي تهديد قد تتعرض له بسبب التصعيد الإعلامي الكاذب.
مواقف متضاربة وحقائق مغلوطة
أحد النشطاء الفلسطينيين المختصين في الشأن الإسرائيلي كشف، بعد البحث في التفاصيل، أن القناة العبرية “14” لم تنشر أي خبر حول الواقعة، مما يثبت أن الرواية التي قدمتها الجزيرة تفتقر إلى الدقة.
وأكد الناشط أن الفتاة لم تكن متورطة في أي عملية طعن، وأن تصريحات الجزيرة تهدف إلى تشويه الحقائق وإحداث بلبلة.
ردود فعل غاضبة ضد الجزيرة
تصاعدت الدعوات داخل الأوساط الفلسطينية إلى محاسبة القنوات الإعلامية التي تتعمد نشر الأكاذيب والتلاعب بمشاعر الجمهور. واعتبر البعض أن ما تقوم به الجزيرة لا يندرج ضمن العمل الإعلامي، بل يعكس أجندات سياسية تخدم مخططات تهدف إلى إضعاف الصف الفلسطيني وتشتيت الجهود المبذولة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
رسالة الأهالي: “لن نسمح بتفتيت الصفوف”
أكد أهالي الضفة الغربية أن المعركة الحالية ليست فقط مع الاحتلال الإسرائيلي، وإنما أيضًا مع الجهات الإعلامية التي تسعى لزرع الانقسام بين الفلسطينيين.
وقال أحد الأهالي: “نحن لا نحارب قناة إخبارية، بل نحارب منظومة مخابراتية تعمل على تفتيت الصف الفلسطيني باستخدام الإعلام كأداة”.
لحملة الأمنية “حماية وطن”: تفنيد ذرائع الاحتلال
في سياق متصل، تؤكد المصادر الفلسطينية أن هذه الحادثة تأتي كجزء من الجهود التي تبذلها السلطة الفلسطينية في إطار الحملة الأمنية “حماية وطن”، التي تستهدف المجموعات الخارجة عن القانون في مناطق مثل مخيم جنين.
وتعتبر هذه الحملة محاولة للسيطرة على الأوضاع الأمنية المتدهورة، خاصة أن بعض المجموعات المسلحة أعلنت ولاءها لإيران ومحور الممانعة. وتعمل السلطة الفلسطينية على تفنيد الذرائع التي يستخدمها الاحتلال الإسرائيلي لتبرير تدمير المدن الفلسطينية في الضفة الغربية، متجنبة تكرار سيناريو التصعيد الذي تقوده التنظيمات الموالية لإيران في قطاع غزة.
ختام: ضرورة التحري والوقوف ضد التلاعب
في ظل هذه الأحداث، تتزايد الحاجة إلى التحقق من المعلومات قبل تداولها، وضمان أن تكون وسائل الإعلام أداة لنقل الحقيقة، وليس للتلاعب بالرأي العام. إن الوحدة الفلسطينية في مواجهة هذه التحديات هي الضمان الوحيد لمواجهة المخططات الإقليمية والدولية التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
0 تعليق