هناك أحداث خطيرة محيطة بنا من كل جانب فى المنطقة العربية ومن حولنا وعلى كل حدودنا، تعتبر هاجسًا يؤرق كلًا منا، وبإلقاء نظرة سريعة نرى دولًا تغرقها النزاعات الدموية والصراعات الداخلية، فدُمرت أراضٍ وشُتت أهالٍ، ودمرت بيوت ومستشفيات، وانهارت دول وتقسمت، وسقطت أنظمة بأكملها نتيجة لما أطلق عليه الغرب «الربيع العربى»، كخدعة وغطاء لتنفيذ مخطط صهيونى شيطانى وضعه النائب اليهودى ذو الميول الصهيونية برنار فيليب منذ ١٩٨٣، ووافق عليه الكونجرس الأمريكى ووُضع فى الأدراج لحين تنفيذه.
هذا المخطط يقضى بتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة متناحرة ومتقاتلة؛ بهدف تنفيذ مصلحة بقاء إسرائيل كدولة يهودية فى وسط الدول العربية، فتم زرعها فى فلسطين باحتلالها على حساب الشعب الفلسطينى، ودعمت هذه الخطة دول غربية كبرى وتم دعمها لتصبح دولة قوية فى محيط عدائى لها تنفيذًا لمخطط بقائها قوية وسط محيط عربى كاره وجودها غير الشرعى، وكان التنفيذ «للخريف العربى» هو تفتيت الدول العربية إلى دويلات صغيرة ضعيفة ومتناحرة يقاتل بعضها بعضًا، ووضع المخطط فى الأدراج إلى أن حانت لحظة التنفيذ فى يناير ٢٠١١، ووصلت الخطة منذ بدايتها إلى ذروتها فى ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ مع اندلاع «طوفان الأقصى».
وبدأت منذ ذلك الحين حرب شعواء ووحشية شنتها إسرائيل على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، مستخدمة سياسة التصفية الجسدية وتدمير المنازل وقتل النساء والأطفال والمسنين والشباب، وتصاعدت الحرب فى قطاع غزة فى محاولات إسرائيلية للاستيلاء على الأراضى بالقوة وتوسيع رقعة الاحتلال، وتنفيذ خطط لما وضعته لاستقطاع أراضٍ بطرق غير مشروعة، والاستيلاء عليها بدعم أمريكى كامل.
إن هذه الأحداث من حولنا استدعت أن ندرك وأن نزداد وعيًا، وأن نتذكر أن المخطط الصهيونى لتقسيم الدول العربية لجأ فى تنفيذه إلى الطرق غير المشروعة، من خلال التنظيمات الظلامية التى توالى الغرب، ومن خلال الاستيلاء على السلطة وقيام أنظمة متطرفة تنتمى لتنظيمات دولية تدعمها بالمال والمخططات بشكل مستمر، وبلا حدود.
وبنظرة سريعة على المشهد السياسى الحالى من حولنا، سنرى أن السودان يواجه أحداثًا دموية بين تيارات متصارعة، ولن تقوم له قائمة على المدى القريب، ولجأت إلى مصر عشرات الآلاف من اللاجئين السودانيين، وفى ليبيا سقط نظامها وما زالت فى حالة صراع دامٍ بين عدة أطراف، وفى لبنان أيضًا ضربت إسرائيل الجنوب اللبنانى وأحدثت به خسائر فادحة فى الأرواح وفى الأبنية والمنشآت، وفى سوريا تغير النظام السياسى وأمسك بسدة الحكم المتطرفون من جماعة الظلاميين، وتدمر اليمن أيضًا وتفشت فيه الصراعات.
ويظل سعى مصر الأكبر هو الأمان والاستقرار والحفاظ على الأرض، وتظل كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة بليغة أعلنها للعالم كله فى مؤتمر القاهرة للسلام فى بداية اندلاع طوفان الأقصى، ورفضه مخطط تصفية القضية الفلسطينية، وفى تقديرى أنها كلمة فيها كل ما يلخص الموقف المصرى الواضح والشجاع للقيادة السياسية، الذى يتلخص فى «أن حدود مصر خط أحمر، وأنه لا مساس بشبر من أرض مصر».
وهنا تصريحات للرئيس السيسى، منذ أيام، خلال زيارته الأكاديمية العسكرية، جاءت فى كلمته، بأن ننتبه إلى ضرورة الاصطفاف الوطنى، وضرورة الانتباه لما حدث من حولنا، حيث يظل الجيش المصرى على قمة الاستعداد، وليس الجيش فقط، وإنما أعتقد أنه من المهم الآن أن نضع فى الحسبان أن وقفة الشعب مع الجيش والشرطة ومع القيادة السياسية هى ضرورة حيوية الآن، وأغلب الشعب المصرى يدرك هذا إلا فئة قليلة ضالة، وأعداء يحاولون أن يدخلوا بطرق غير مشروعة، أو يحاولون التأثير فى العقل المصرى بإثارة البلبلة والفتن ونشر الشائعات الكاذبة.
ومن هنا فإن علينا دورًا حيويًا كمواطنين ومواطنات من هذا الشعب، فلا بد أن ندرك أن استقرار وطننا ضرورة للتقدم تنفيذًا لخطط التنمية وتحسين أحوال المعيشة للمواطنين، وعلينا أن ندرك أن وقفتنا الآن ضرورية وأساسية، وأن كل محاولات زرع الفتنة لا بد أن تحبطها الجبهة الداخلية بأن تظل متسلحة بالترابط والوعى الكامل لمخططات الفوضى وإضعاف الاستقرار أولًا بأول، ومع تصاعد نلحظه فى الأيام الأخيرة بشن حرب إعلامية على مصر، واستخدام وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعى والإنترنت، فقد أصبح التصدى لتلك الحرب الإعلامية حتمًا، ولا بد من أن نفرق بين الحق والباطل، بين الحقيقة والشائعة، ومحاولات زرع الفتنة لإضعاف تماسك المجتمع المصرى.
ودعونا نتذكر بداية تشكيل جماعة الظلاميين فى بلدنا، الذى كان وراءه دعم إنجليزى، فلقد تأسست جماعة الإخوان المسلمين فى مارس ١٩٢٨ حينما أسسها حسن البنا فى مصر كتنظيم سياسى يستخدم الدين، ثم امتد إلى خارج مصر، وهى جماعة تابعة لتنظيم دولى يمدها بالأموال والأسلحة، أيضًا، لتنفيذ أهدافها فى الوصول للسلطة، وأدى تنفيذ مخطط «الربيع العربى» فى يناير ٢٠١١ إلى كشف أنها ذراع تنفيذية لمخطط تفتيت الدول العربية، وكانت- وما زالت- أهدافها المعلنة غير أهدافها السرية، حيث إنها تقوم على تكفير المجتمع وعلى الولاء والطاعة العمياء للمرشد.
وفى تقديرى علينا دائمًا أن نتذكر أن الخيانة والعنف والقتل والتخلف والتكفير والكراهية هى عقيدتها، وأننا فى حاجة إلى إذكاء الوعى الوطنى، بأن نجعل أنفسنا حائط صد ضد كل من تسول له نفسه إثارة الفتن والقلاقل، والتصدى لأى محاولة للمساس بأمن واستقرار وطننا الحبيب، فهذا واجب كل مصرى ومصرية مخلص لأرضه وناسه وقيادته وجيشه وشرطته.
اللهم احفظ أرض مصر وشعب مصر وقائد مصر وجيش مصر وشرطة مصر فى أمان وسلام. إن استقرار الوطن أمانة فى رقابنا جميعًا، ودحر الشائعات والتصدى للأكاذيب والفتن دورنا، وأقل واجب لكل منا نحوه.
0 تعليق