سعد الرميحي: «القطري للصحافة» مِنْبَرٌ يعكس تطلعات المُجتمع واحتياجاته
د. حنان الفياض: نجاحنا ثمرةُ شراكةٍ ممتدةٍ صنعتها المؤسسات الإعلاميّة
د. امتنان الصمادي: بفضل الجائزة أدركنا عُمق وتأثير حضارتنا العربيّة
نظمت جائزةُ «الشيخ حمد للترجمة والتفاهُم الدولي»، بالتعاون مع المركز القطري للصحافة، حفلًا لتكريم شركاء النجاح من المؤسسات الإعلاميّة والثقافيّة. وذلك بمُناسبة مرور عشر سنوات على انطلاق الجائزة، وقد شهد الحفل حضور الفريق الإعلامي للجائزة، ومسؤولي المركز القطري للصحافة، إلى جانب مسؤولي المؤسسات الإعلاميّة والثقافيّة، ومُمثلي وسائل الإعلام والصحافة المحلية.
وخلال كلمتها بهذه المُناسبة، قالت الدكتورة حنان الفياض الناطق الرسمي والمُستشار الإعلامي للجائزة: هذا اليوم يحمل بصمةً مُميزةً في مسيرة إنجازنا. ففي ديسمبر الماضي، احتفلنا بتكريم الفائزين بجائزة «الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي»، وقلنا حينها إننا أمضينا عَقدًا كاملًا من الإنجاز. واليوم، نقف لنؤكدَ أن نجاحَنا لم يكن عملًا فرديًا، بل كان ثمرةَ شراكةٍ مُمتدةٍ، صنعتها المؤسساتُ الإعلاميةُ التي كانت اليد الممدودة لنا. وشركاء النجاح الذين أسهموا في أن نتبوأ الرقْم الأوّل عالميًا في مجال الترجمة.
تحديات كُبرى
وأضافت: لقد واجهنا تحديات كُبرى في هذه المسيرة، خاصة في العمل الإعلامي. شخصيًا، وجدت نفسي أمام اختبارين لا يخلو الجمع بينهما من الصعوبة: الأوّل هو تحقيق رؤية إدارة الجائزة بأن نُحافظَ على حضورٍ مُتميزٍ ومُستدامٍ، والثاني هو تلبية تطلعات المؤسسات الإعلاميّة التي تُطالب بالتجديد والتنوّع، بحيث نخدم مِنصاتها واهتمامات جمهورها.
مُشيدة بالمؤسسات الإعلامية نفسها، التي قادت الجائزة بشروطها المشروعة، لننتقلَ من مُجرّد فكرة وجائزة تُكرِّم المُترجم إلى أن نكونَ مِنصة يستظل في ظلها كل المُترجمين بل وبعض المثقفين أيضًا الذي يهتمون بالعمل الترجمي.
وعن الجديد الذي ستُقدِّمه الجائزة، قالت د. الفياض: لدينا خُطط طموحة للمُستقبل، لكننا في هذا الوقت مُستمرون في تقديم خُطتنا المعتادة التي تعمل على التجديد والتنويع في الترجمة بين العربية ومُختلِف لغات العالم.
مِنْبَر إعلامي
من جانبه قالَ الإعلامي سعد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة: حين أُسس هذا المركز، وُجد ليكونَ صوت الإعلاميين ومِنْبَرًا يعكس تطلعات المُجتمع واحتياجاته، ويقيم جسورًا بين المؤسسات الإعلامية والمجتمع بكافة أطيافه. واليوم، نقف احترامًا وتقديرًا أمام جائزة تحمل اسمًا عزيزًا على قلوبنا جميعًا، وهو اسم صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، حفظه الله، الذي سطّر عبر مسيرته صفحاتٍ مُضيئةً من العطاء لوطنه وأمته العربيّة والإسلاميّة.
وأضاف قائلًا: تأتي جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي كأحد أعمدة النهضة الثقافية التي تتبنّاها قطر، بقيادة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المُفدى. إنها جائزة تتجاوز الحدود، تنقل العلوم والمعارف من لغات العالم كافة إلى العربية وبالعكس، في مشروع ثقافي وإنساني يُثري العقلَ ويُقرِّب الشعوب.
جسر ثقافي
وأشادَ الرميحي بفريق الجائزة الإعلامي الذي يجوب أرجاء العالم، ليتواصلَ مع العلماء والمُفكّرين والأدباء، ويقتبس من زادهم الثقافي، لترجمته ونقله إلينا. مُشيرًا إلى أن هذا العمل يتطلب إبداعًا وأمانةً، لأن الترجمة هي بناء جسر متين بين لغتين وثقافتين، بحيث تتنقل روح النص وأصالته بسلاسة وجمال.
واختتمَ الرميحي حديثه قائلًا: نحن بحاجةٍ إلى المزيد من الجهود التي تُبرز أهميةَ الترجمة كوسيلةٍ لنقل المعارف وربط الثقافات، خاصة أن المصادر الأجنبية، كما في الأخبار العالمية، تتميز بالعمق والشمولية. وعلى المُترجمين أن يتحلّوا بروح الابتكار والدقة ليمنحوا القارئ العربي تجرِبةً ثقافيةً ثريةً تُضاهي النص الأصلي.
فكرة رائدة
بدورها، قالت عضو الفريق الإعلامي للجائزة د. امتنان الصمادي: يُشرِّفني أن أقف أمامكم، ونحن نحتفي بمرور عَقدٍ من الزمن على مسيرة جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي، هذه الفكرة الرائدة التي قدمت أسمى معاني التقدير لأولئك الذين حملوا على عاتقهم رسالة نقل الفكر الإنساني وترجمته إلى لُغات العالم المُختلفة.
مضيفة: إنها جائزة تحمل اسمًا غاليًا على قلوبنا جميعًا، اسم سمو الأمير الوالد، حفظه الله، الذي آمن بدور المُترجمين، وسعى إلى تكريمهم ماديًا ومعنويًا، تقديرًا لعطائهم العظيم. فهم روّاد نشر المعرفة، وبُناة الجسور التي تربط بين الثقافات والشعوب، وحَمَلَة رسالة التسامح والمحبة والسلام.
مشيرة إلى أنه بفضل هؤلاء المُترجمين، وبفضل الجائزة، أدركنا عُمق حضارتنا العربية، ومدى تأثيرها المُتغلغل في حضارات الآخرين، حيث أسهمت في تشكيل المنظومة الإنسانية العالمية، وصَدَّرت للعالم أرقى القيم الإسلاميّة التي تعكس التسامح والمحبة.
نشاط إعلامي
وتطرقت د. الصمادي إلى النشاط الإعلامي المُصاحب للجائزة، قائلة: لم نكتفِ في مسيرتنا بنشر الأخبار أو فتح باب الترشح عبر المواقع الإلكترونية والسفارات الدبلوماسية، بل قررنا أن نذهبَ إلى المُترجمين أينما كانوا، وأن نلتقيَ بهم في أوطانهم، ونتعرف على واقعهم وتحدياتهم عن قرب. فانطلقنا في رحلةٍ طويلةٍ جابت العالم، من الهند وباكستان إلى بلغاريا والمجر وألمانيا، ومن زنجبار ونيجيريا إلى الأردن وسلطنة عُمان والكويت والجزائر ومصر وغيرها.
مشيرة إلى كَمِّ الجهود المبذولة للارتقاء بالجائزة، عبر زيارة الجامعات والمعاهد، ودور النشر والمُترجمين في مراكز عملهم. كل ذلك كان إيمانًا منا بأن الكلمة المترجمة ليست مجرّد نصٍ، بل رسالة إنسانية تحمل قيمَ الحضارة من لغة إلى أخرى، ومن قلب إلى قلب.
وتطرقت إلى العقبات التي واجهت فريق الجائزة، وأبرزها أسوأ جائحة عرفها التاريخ الحديث «كوفيد - 19»، مؤكدة أن الجائزة تجاوزت العوائق الجغرافية التي فُرضت من خلال العمل «عن بُعد»، وبشبكة اتصالات قوية، مدعومة بمِنصات نشر ولقاءات مُتلفزة ومسموعة، لنعبرَ القارات ونستمر في دعم حركة الترجمة.
واختتم الحفل بتوزيع الدروع التَذكاريّة وشهادات التقدير على الشركاء والمُساهمين في إنجاح جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي. جاء هذا التكريم تقديرًا لجهودهم المُميزة في دعم رسالة الجائزة، وتعزيز دورها كمِنصةٍ عالميةٍ لنشر المعرفة وبناء جسور التواصل بين الثقافات. وتتويجًا لمسيرة من العمل المُشترك والعطاء، حيث عكست قيم الامتنان والاعتراف بالجهود التي أسهمت في تحويل الجائزة إلى منارةٍ دوليةٍ في عالم الترجمة، ومساحة تجمع بين الفكر والإنسانيّة.
0 تعليق