قال د.حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية، إن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيما يتعلق بسيطرة الولايات المتحدة على غزة "يصعب فهمها حقيقة"، متسائلاَ: "مَن الذي أوكل للرئيس الأمريكي حق التحدث باسم شعب بأكمله على أرض محتلة".
أضاف سلامة لـ"الدستور" أن مطالبة ترامب بتهجير الفلسطينيين وكأنها "قرار إداري" لا يتعدى كونه جزءًا من ولاية أمريكية ما يثير تساؤلات حول الأهداف الحقيقية وراء هذه التصريحات، موضحًا أن هذا الأمر يمثل "سؤالًا مثيرًا للاهتمام ومثيرًا أيضًا للقلق"، وذلك خوفًا من أن تتحول هذه التصريحات إلى واقع كارثي، ويعيدنا إلى فكرة النكبة كما حدث في عام 1948.
اتهام للمنطق الأمريكي والإسرائيلي
اعتبر سلامة أن ترامب يتعامل مع القضية الفلسطينية بمنطق "رجل الصفقات"، حيث يتحدث عن تحويل قطاع غزة لـ"ريفيرا" بالشرق الأوسط، على حساب الشعب العربي والفلسطيني، مؤكدًا أنه "على حساب الحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف"، وهو ما يوضح أن الرئيس الأمريكي، وفقًا لرؤيته، قد ذهب "أبعد بكثير مما كان يحلم به حتى نتنياهو" في ما يتعلق بتمدد الاستيطان الإسرائيلي.
وأشار إلى أن هناك "خطة إسرائيلية أمريكية" تدعم ما سبق أن تحدث عنه في تحليلاته السابقة من "تواطؤ أمريكي إسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية"، مشددًا أنه لا يجب أن نغفل ما يحدث في الضفة الغربية أيضًا، حيث أن هذه السياسة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية بشكل عام.
وحذر د.حسن سلامة من أن جمع ما يحدث في قطاع غزة وما يطالب به ترامب من تهجير السكان، جنبًا إلى جنب مع العدوان المستمر في الضفة الغربية، يشير إلى "محاولات جادة من جانب إسرائيل والولايات المتحدة لتصفية القضية الفلسطينية".
واعتبر أن هذا الوضع يستوجب "تحركًا عربيًا واضحًا ومشتركًا" لدعم القضية الفلسطينية، و"حرصًا عليها من التصفيات المتوقعة، وكذلك حرصًا على الأمن القومي العربي"، موضحًا أن ما يحدث الآن في غزة والضفة الغربية قد يمتد لاحقًا إلى "جنوب لبنان" وربما "مساحات في سوريا"، مشيرًا إلى أنه كما "نقول: أٌكلت يوم أكل الثور الأبيض"، فإن هذه التصريحات ليست عابرة بل "مخطط محدد"، ربما يرتبط بجدول زمني معين.
الخطر على ثروات غزة وموقف مصر والأردن الثابت
وأشار سلامة إلى أن تصريحات ترامب، التي تركز على قطاع غزة، قد تكون مرتبطة بشكل كبير "بعين ترامب على ثروات غزة"، وخصوصًا الغاز والموارد الطبيعية التي تحتوي عليها. واعتبر أن هذا الموقف يعبّر عن "منطق الرجل التجاري" لدى الرئيس الأمريكي، الذي يسعى لتحقيق مصالح اقتصادية على حساب معاناة الشعب الفلسطيني.
وفي ختام تصريحاته، شدد على أن الموقف العربي، خاصة موقف مصر والأردن، يجب أن يكون "حاسمًا وثابتًا"، مؤكدًا أن البلدين حددتا مواقفهما "بصورة حاسمة وواضحة لا تراجع فيها"، على الرغم من التصريحات التي قد يشير فيها ترامب إلى احتمال تراجع هذه المواقف.
وأكد سلامة أن مصر على وجه الخصوص، "دولة قيادة لا تستطيع أبدًا ولن تضحي بدماء مصريين سقطوا دفاعًا عن القضية الفلسطينية"، معتبرًا أن هذا الموقف سيظل ثابتًا مهما كانت الضغوط.
0 تعليق