د.شيماء العصفور

أكدت أن تطبيق "مواصفات السعرات الحرارية" يقي المجتمع من مخاطر السمنة

مروة البحراوي

أكدت نائب المدير العام لقطاع تغذية المجتمع في الهيئة العامة للغذاء والتغذية د.شيماء العصفور أهمية لائحة الدهون المهدرجة جزئيا للحد من استخدام الدهون المهدرجة في المنتجات الغذائية، وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، من خلال منع استخدام الدهون المتحولة الصناعية التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الكوليسترول الضار والإصابة بالأمراض، لافتة الى تطبيق اللائحة اعتبارا من أول مايو المقبل. وكشفت العصفور في لقاء لـ"السياسة" عن خطة الهيئة لتطوير لائحة المقاصف المدرسية، والعمل على تحويل مواصفة السعرات الحرارية إلى لائحة كويتية ملزمة، للمساهمة في الحد من الأمراض المزمنة وعلى رأسها السمنة، وذلك من خلال تغير النمط الاستهلاكي الغذائي للمجتمع، لافتة الى التنسيق والتعاون بين الهيئة ووزارات الدولة لضمان تطبيق اللوائح ودعم الجهود الرقابية، وفيما يلي التفاصيل:

في البداية، حدثينا عن طبيعة لائحة الدهون المتحولة جزئيا وأهدافها.

الدهون شيء مهم للإنسان ولها الكثير من الفوائد والوظائف الحيوية فهي مصدر طاقة أساسي، لأنها تمد الجسم بالطاقة المركزة، كونها تحتوي على 9 سعرات حرارية لكل غرام، وهي ضعف ما تقدمه الكربوهيدرات والبروتينات، كما انها تساعد على امتصاص الفيتامينات الأساسية الذائبة في الدهون مثل فيتامينات E، D، A، K، التي تحتاج إلى الدهون لتذوب ويتمكن الجسم من الاستفادة منها.

صحة الخلايا

وتساعد الدهون في دعم صحة الخلايا، لأنها تدخل في تكوين غشاء الخلية، ما يعزز وظيفتها وحمايتها، كما تقوم بدور هرموني يساعد في إنتاج الهرمونات، لا سيما الهرمونات الجنسية مثل الإستروجين والتستوستيرون، فضلا عن حماية الأعضاء، اذ تعمل الدهون كوسادة تحمي الأعضاء الداخلية من الصدمات والإصابات، بالإضافة إلى العزل الحراري، حيث تساعد الدهون تحت الجلد في الحفاظ على درجة حرارة الجسم.

لائحة الدهون

متى يتم تطبيق لائحة الدهون المهدرجة؟

سنبدأ تطبيق اللائحة في 1 مايو المقبل، ونهدف من ذلك إلى الحد من استخدامها في المنتجات الغذائية، سواء كانت محلية أو مستوردة وهي مواصفة فنية خليجية ملزمة تم تحديثها من خلال هيئة التقييس الخليجية وتحمل رقم 2483 GSO والهدف الأساسي من تطبيقها هو تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، من خلال منع استخدام الدهون المتحولة الصناعية التي تعتبر أحد الأسباب الرئيسية لزيادة الكوليسترول الضار والإصابة بالأمراض والحصول على الاعتراف الدولي بأن دولة الكويت خالية من الدهون.

مخاطر متزايدة

ما الدهون المهدرجة وما الأغذية التي تحتوي عليها؟ والآثار الجانبية لها؟

الدهون المهدرجة هي زيوت نباتية تتم معالجتها كيميائيا لتتحول من الحالة السائلة الى الحالة الصلبة من خلال إضافة الهيدروجين لتحسين قوامها وزيادة مدة صلاحيتها، لذا يجب تجنب هذه الدهون قدر الإمكان، مع عدم تجاوز استهلاكها 1% من إجمالي السعرات الحرارية.

أما الأغذية التي تحتوي عليها فتشمل المخبوزات التجارية البسكويت، الكعك، المارجرين الأطعمة المقلية، والوجبات السريعة، بالاضافة الى مبيضات القهوة، وتتسبب في زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، وترفع مستوى الكوليسترول الضار (LDL) وتخفض الكوليسترول النافع (HDL)، كما تسهم في زيادة الوزن ومشاكل أخرى مثل السكري.

ما معايير تحديد المنتجات التي تحتوي على دهون مهدرجة؟

يتم تحديد المنتجات من خلال فحص قائمة المكونات المكتوبة على العبوة، فأي منتج يحتوي على زيوت مهدرجة أو دهون متحولة ضمن المكونات يخضع لهذه اللائحة، ويتم أيضاً فحص المنتجات في المختبرات لضمان مطابقتها للمعايير.

آلية الرقابة

ماذا عن آلية الرقابة على المنتجات المحلية والمستوردة ودور الهيئة في ذلك؟

الهيئة العامة للغذاء والتغذية تلعب دورا أساسيا في الرقابة على المنتجات المحلية من خلال القيام بجولات تفتيشية ميدانية للتحقق من التزام الشركات بالمعايير ومخالفة غير الملتزم، وتحليل العينات بشكل دوري في المختبرات، كما تقوم الهيئة بفرض إجراءات مشددة على الأغذية المستوردة، بما في ذلك التأكد من صحة البيانات التغذوية على المنتجات والحد المسموح به بالدهون المهدرجة جزئيا هو اقل من 2، وكذلك إجراء فحوص مخبرية على شحنات الأغذية في المنافذ الجمركية.

عقوبات اللائحة

ما عقوبة عدم الامتثال للائحة؟

تتضمن العقوبات غرامات مالية على الشركات المخالفة وغير الملتزمة، وعقوبات جزائية قد تصل إلى الاحالة للنيابة العامة.

ماذا عن خطتكم لمواجهة اعتياد الجمهور على الأغذية غير الصحية؟

الهيئة تعمل على توعية المستهلكين بخطورة الدهون المهدرجة من خلال تكثيف الحملات الإعلامية وتشجيع الشركات على تقديم بدائل صحية بنفس الجودة والمذاق، كما نقوم بإعداد خطة للتوعية الجماهيرية بأهداف اللائحة تتضمن إطلاق حملات توعوية عبر وسائل الإعلام التقليدية مثل التلفزيون والاذاعة والرقمية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.

أمهلتم الشركات 4 أشهر لتغيير خطط الإنتاج، فهل تكفي؟

أغلب الشركات الكبرى على دراية باللائحة مسبقًا وتم إبلاغها بالمتطلبات منذ فترة طويلة، ومع ذلك، ستتابع الهيئة تقدمها وستقدم المساعدة عند الحاجة لتسريع الامتثال.

المعايير الخليجية

هل واجهتم تحديات في مقاومة الشركات للتغيير؟

رصدنا تباينا واختلافا في ذلك، فأغلب الشركات الغذائية الكبرى ملتزمة بالمعايير الخليجية والدولية، في حين أبدى عدد قليل من الشركات تحفظات نتيجة لتكلفة التغيير، لكن الهيئة نظمت اجتماعات وورش عمل لتوضيح أهمية القرار وتأثيره الإيجابي على الصحة العامة، ومن بين التحديات الحاجة إلى إعادة صياغة المنتجات وتكاليف البدائل الصحية، والعمل مستمر لحلها.

خطط مستقبلية

أعلنتم عن الإعداد للكثير من المشاريع والخطط المستقبلية، فما هي؟

نحن بصدد تحويل مواصفات السعرات الحرارية الى لائحة كويتية ملزمة، ونأمل تطبيقها لأنها تساعد في الحد من الأمراض المزمنة وأهمها السمنة من خلال تغيير النمط الاستهلاكي الغذائي للمجتمع كما نقوم بالعمل على تطوير لائحة المقاصف الحالية.