جانب من الحضور (تصوير- محمد مرسي)

في كلمة بمناسبة مرور 60 عاماً على زيارة الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى بكين

زيارة سمو أمير البلاد إلى الصين في سبتمبر 2023 شكّلت نقلة نوعية في ترسيخ علاقات البلدين

جيانوي: الصين أكبر شريك تجاري للكويت لـ 10 سنوات... وحجم التجارة ارتفع إلى عشرات المليارات

الشيخ جراح الجابر ملقيا كلمته

السفير الصيني تشانغ جيانوي

فارس العبدان

أكد نائب وزير الخارجية السفير الشيخ جراح الجابر حرص الكويت على تطوير العلاقات الستراتيجية مع الصين في جميع المجالات بما يلبي تطلعات وآمال قيادتي وشعبي البلدين ويحقق الأمن والاستقرار والازدهار والنماء في المنطقة والعالم.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال فعالية أقامها السفير الصيني لدى البلاد تشانغ جيانوي بمناسبة مرور 60 عاما على الزيارة التاريخية لأمير البلاد الراحل الشيخ جابر الأحمد إلى الصين عام 1965، بحضور حشد كبير من السفراء والديبلوماسيين المعتمدين لدى البلاد، وعدد كبير من المواطنين.

وقال إن الزيارة التاريخية للأمير الراحل إلى الصين عندما كان يشغل سموه منصب وزير المالية والتجارة والصناعة حينئذ تجسد قولا وفعلا المثل الصيني الشهير (رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة) إذ "كانت الخطوة الأولى في مسيرة العلاقات الكويتية - الصينية".

وأضاف أن تلك الزيارة شكلت نقطة انطلاق العلاقات الكويتية - الصينية مرورا بعام 1971 عندما أقام البلدان علاقات ديبلوماسية وتبادلا فتح السفارات ما جعل دولة الكويت أول دولة خليجية عربية تقيم علاقاتها الديبلوماسية مع بكين "لتصبح الكويت بوابة الصين على منطقة الخليج.

وذكر أن تلك الزيارة وضعت حجر الأساس للعلاقات المشتركة وأرست قواعد متينة وروابط وثيقة نمت وتطورت على مر العقود منذ تلك الزيارة الميمونة بفضل جهود دؤوبة ومضنية قام بها كثير من المسؤولين والشخصيات الكويتية والصينية.

وزاد: "رغم البعد الجغرافي إلا أن المسافات لم تشكل أبدا عقبة أمام الرغبة الصادقة للارتقاء بهذه العلاقة إلى أن أصبحت علاقة صداقة أساسها القيم المشتركة التي تجمع بين الشعبين من احترام متبادل وتعاون مثمر ورغبة حقيقية في تعزيز التنمية والازدهار.

واضاف: شهدت العلاقات الكويتية - الصينية خلال السنوات الماضية تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات"، مستذكراً "الزيارة الناجحة بكل المقاييس لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد إلى العاصمة الصينية "بكين" في يوليو 2018 حيث تم خلالها الإعلان عن إقامة شراكة ستراتيجية بين البلدين.

وأكد أن زيارة سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد التاريخية إلى جمهورية الصين الشعبية في سبتمبر 2023 حينما كان سموه وليا للعهد شكلت نقلة نوعية ورئيسية نحو ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وكتابة فصل جديد في قصة الشراكة الكويتية - الصينية عنوانه "مستقبل واعد ومشرق من التعاون حيث شهدت هذه الزيارة الميمونة التوقيع على سبع مذكرات تفاهم ثنائية، تتعلق بمشاريع تنموية ضخمة وحيوية في دولة الكويت، ووثائق التعاون الثنائي في مجالات تشمل الطاقة المتجددة والبنية التحتية والحوكمة البيئية".

من جانبه، قال السفير الصيني في كلمة مماثلة "لقد كانت زيارة الشيخ جابر الأحمد هي أول زيارة يقوم بها مسؤول كويتي رفيع المستوى إلى جمهورية الصين الشعبية بعد تَأسيسها، مما أَرْسَى أساساً متيناً لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

وتابع: وبعد 6 سنوات، أقامت الصين والكويت العلاقات الديبلوماسية رسميا، لتكون الكويت أول دولة عربية خليجية تحقق ذلك، الأمر الذي نتج عنه تأثيرات بعيدة المدى في المنطقة، مضيفا: في السنوات التالية، سار البلدان معًا على المسار الذي رسمه قائدا البلدين، وبِغَضّ النظر عن تغيرات المشهد الدولي، فقد قدم البلدان لبعضهما البعض دعمًا ثابتًا، وبذلا جهودا بالغة لتنمية العلاقات الثنائية، وأصبحا صديقين حَمِيمَيْن يتبادلان الثقة، وشريكين وثيقين يعززان التنمية المشتركة".

وأشار الى أن التعاون بين الصين والكويت حقق إنجازات بارزة، فقد ارتفع حجم التجارة الثنائية بين البلدين من 8.39 مليون دولار أميركي في عام 1965 إلى عشرات المليارات من الدولارات في السنوات الأخيرة، وأصبحت الصين أكبر شريك تجاري للكويت لمدة 10 سنوات متتالية.

الحزام والطريق

أكد السفير الصيني تشانغ جيانوي أن الكويت أصبحت في عام 2014 أول دولة في الشرق الأوسط توقع وثائق تعاون الحزام والطريق مع الصين، ومنذ ذلك الحين، نواصل إحراز تقدم جديد في التعاون بين البلدين في مجالات التمويل وبناء البنية التحتية والاتصالات.

13 ألف تأشيرة خلال عام 2024

كشف السفير الصيني عن "ارتفاع وَتِيرَة الرحلات الجوية المباشرة بين مدينة الكويت وقوانغتشو إلى ثلاث رحلات أسبوعيًا، يزداد عدد المسافرين الكويتيين إلى الصين، حيث أصدرت السفارة الصينية حوالي 13000 تأشيرة خلال عام 2024".