نظم مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة، اليوم، النسخة الأولى من مبادرة "الشفلح - جسر الأمم: نسيج الفن"، وذلك بالتعاون مع منظمة Bridging Nations والجمعية الأكاديمية للفنون والعلوم والآداب في باريس، وبالتنسيق مع سفارة الجمهورية الفرنسية في الدولة، وبحضور سعادة السيدة بثينة بنت علي الجبر النعيمي وزير التنمية الاجتماعية والأسرة، وسعادة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز بن تركي السبيعي وزير البيئة والتغير المناخي.

وذكر المركز، في بيان اليوم، أن الفعالية تأتي في إطار الالتزام بتعزيز الدمج الاجتماعي عبر الفن، مبينا أن هذه المبادرة ليست مجرد حدث فني، بل هي دعوة لتعزيز الروابط الثقافية، وتسهم بتعزيز قيم التعاون من خلال الفنون التي تمثل جزءا مهما من رؤية قطر الوطنية 2030، وتلعب دورا كبيرا في تمكين ذوي الإعاقة من خلال توفير فرص للتعبير الإبداعي والمشاركة الثقافية.

وأوضح المركز أن هذه المبادرة تهدف إلى تعزيز التفاهم بين الثقافات عبر الفنون؛ إذ تعمل على تحقيق عدة أهداف؛ منها توفير برنامج فني فريد يحتفي بالفنانين من ذوي الإعاقة، بالإضافة إلى تعزيز الدمج بين فنان معتمد وشاب موهوب.

وبين أن اللوحات الفنية المشاركة تتمحور موضوعاتها حول أهداف التنمية المستدامة المعتمدة من قبل الأمم المتحدة، مع ضمان تنوع المشاركين من خلال معايير اختيار دقيقة، كما تهدف المبادرة إلى تسليط الضوء على أهمية الشراكة المجتمعية في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة، حيث يتم اختيار الفنانين والموهوبين بشكل عشوائي، ليتمكن المحترفون من تدريب المواهب على إعداد لوحات فنية احترافية، والتي سيتم تقييمها لاحقا من قبل محكمين معتمدين.

بدورها، قالت السيدة عايدة عمر الشيراوي المتحدث الإعلامي لمركز الشفلح، إن فعاليات المبادرة تمتد على مدار خمسة أيام، حيث بدأ اليوم الأول بحفل الافتتاح تم خلاله تشكيل الفرق من خلال القرعة، وتحديد هدف من أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر (SDGs)، ليكون موضوع اللوحة الفنية لكل فريق، مضيفة أن هذا اليوم يعد فرصة للفنانين للتواصل وبناء علاقة تعاونية بينهم، ويلي ذلك ثلاثة أيام من العمل المكثف، وفي اليوم الأخير سيقام الحفل الختامي الذي يتم خلاله الإعلان عن الفرق الفائزة وتكريمها.

وأضافت أنه سيتم تنفيذ ورش فنية على مدار ثلاثة أيام وعرض للوحات الفنية التي سيتم إنتاجها من قبل 17 فريقا، حيث يتكون كل فريق من فنان شاب من ذوي الإعاقة وفنان محترف يتنافسون على المراكز الثلاثة الأولى، وسوف تتناول موضوعات اللوحات الفنية أهداف التنمية المستدامة المعتمدة من قبل منظمة الأمم المتحدة.

وبينت أن المبادرة ستسلط الضوء على أهمية الشراكة المجتمعية في تحسين حياة الأشخاص من ذوي الإعاقة وارتباطها بالتنمية الاجتماعية، ودمج وتمكين الأشخاص من ذوي الإعاقة في المجتمع بمختلف المجالات ومنها الفن.

ونوهت بمشاركة (17) فنانا موهوبا من ذوي الإعاقة، من بينهم (11) فنانا من مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة، و(4) فنانين من برنامج Best Buddies Qatar، و(2) من مركز النور للمكفوفين، إلى جانب مشاركة (17) فنانا محترفا من القطريين والمقيمين في قطر والذين يمثلون نخبة من المشهد الفني في البلاد، ليصل بذلك إجمالي المشاركين إلى (34) فنانا مشاركا.

وأوضحت أنه في اليوم الرابع من فعاليات نسيج الفن، سيتم من خلال لجنة تحكيم فنية متخصصة تضم فنانين، اختيار أفضل عملين فنيين من إجمالي الأعمال الفنية المشاركة، وسيتم تكريم الفائزين في ختام الفعالية.

وأشارت إلى أنه عقب الحفل الختامي، سيحصل الفريقان الفائزان على فرصة فريدة لعرض أعمالهما الفنية والتكريم في حفل Grand Palmarès المرموق في باريس خلال شهر أكتوبر 2025؛ إذ يعد هذا الحدث الدولي منصة مهمة للاحتفاء بإنجازاتهما الفنية وعرضها أمام جمهور عالمي، مما يعزز قوة الفن كوسيلة للدمج الاجتماعي وزيادة الوعي بقضايا التنمية المستدامة.

وتشكل مبادرة "الشفلح - جسر الأمم: نسيج الفن" مثالا حيا لقوة الفنون في تحقيق الدمج والتواصل بين الشعوب، حيث تتيح للمواهب الفنية فرصة فريدة لإبراز قدراتهم، وتعزز مفهوم الشراكة المجتمعية في دعم قضايا التنمية المستدامة، ومن خلال هذا التعاون الفريد بين المؤسسات الثقافية العالمية والمحلية، تسعى المبادرة إلى إحداث تأثير دائم على المشهد الفني، وتعزيز الشمولية والابتكار في المجال الإبداعي.