حوارات
"إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ"(يوسف 100).
اللطائف، جمع لكلمة لطف، وهي تشير الى الرِّفق والمداراة، والرحمة الإلهية الخفيّة بالعباد. ويجدر بالمؤمن العاقل أن يتفكّر، على الدوام، بألطاف ولطائف ربّه، عزّ وجل، به في حياته.
ومن بعض علامات ألطاف الله عزّ شأنه، وكيفية التفكّر فيها، وشكرها، والاعتبار منها، نذكر ما يلي:
-علامات الطاف الله: يلطف ربّ العباد بالمسلم المؤمن في حياته اليومية، وتأتي هذه اللطائف أحياناً كثيرة بشكل خفيّ، ربما يدركها المرء المؤمن، قويّ الملاحظة وشديد الفطنة، وتوجد الطاف إلهية مستورة عن أنظار وعقول بني البشر، تحدث في حياة الانسان، وتؤدّي الى حمايته من أخطار خفيّة كادت تقضي عليه، مجازياً أو حرفياً، بينما هو غافل عنها. ومن علامات الطاف الله عزّ شأنه بالانسان حمايته من تقلّبات الدّهر، عن طريق توجيهه الى ما فيه مصلحته الدنيوية والأخروية.
كذلك صرف ربّ العباد لعقل وقلب الفرد عن أمور وأشياء، وربما أشخاص، سيتسبّبون له بأمور لا طاقة له بها، وإذا أراد الله، عزّ وجلّ، أن ييسِّر أمراً معيّناً في حياة المسلم المؤمن خلق عزّ شأنه وهيَّأ له الأسباب والظروف المناسبة، فكم من أمر يأس المرء من حدوثه في حياته، تمثّل أمامه خلال لحظات وفقاً لتوقيت إِلهيّ، لا تدركه عقول الخلق.
-التفكّر في ألطاف الله والاعتبار بها وشكرها: يجدر بالمسلم العاقل أن يتفكّر دائماً في الطاف الله تعالى في حياته، وحري به شكر ربّه على هذه الألطاف الخفيّة، والاعتبار بها، عن طريق إخلاصه في عبادة وشكر، وذكر المولى عزّ وجلّ.
وكما قيل في السابق "لله أسرار من التدبير، يحار فيها بصر البصير"، أو كما قال أبو تمّام في أحدى قصائده: "قَد يُنعِمُ اللَهُ بِالبَلوى وَإِن عَظُمَت، وَيَبتَلي اللَهُ بَعضَ القَومِ بِالنِعَمِ".
وليكن العاقل من أُولِي الأبصار، ويدرك أنّ من يتوكّل على الله حقّ التوكّل، ويسعى قدر ما يستطيع الى أن يكون من "الصالحين"، فسيتولّى الله تعالى أمره وهو "نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ" (الأنفال 40).
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق