"الطبال" و"الحسينية" تقاليد رمضانية لا يحيد عنها المغاربة

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منوعات

0

12 مارس 2025 , 06:00ص
alsharq

الدوحة - الشرق

يعتبر شهر رمضان في المغرب من الفترات المميزة التي تحمل طابعًا خاصًا يمزج بين الروحانيات والتقاليد والعادات المغربية الأصيلة. فمنذ الإعلان عن دخول الشهر الفضيل، تبرز العديد من الطقوس التي تعكس مدى تقديس المغاربة لهذا الشهر واستعدادهم لاستقباله بطريقة تليق بمكانته الدينية والاجتماعية.

تبدأ طقوس الاحتفاء برمضان في المغرب منذ أواخر شهر شعبان، حيث تُنظَّف البيوت والمساجد، وتُشترى أوانٍ جديدة، كما يزداد الإقبال على شراء التمور وغيرها من المستلزمات الغذائية الضرورية. ومن أبرز ملامح هذه الاستعدادات تحضير بعض أنواع الحلوى التقليدية مثل "السفوف" أو "سلو" التي تُجهَّز مسبقًا لتكون جاهزة للتقديم خلال الشهر.

كما أن العبارة المتداولة بين المغاربة عند قدوم الشهر المبارك هي "عواشر مبروكة"، والتي تعني التهنئة بحلول رمضان، ويتم تقسيم الشهر إلى ثلاث فترات: عشر الرحمة، وعشر المغفرة، وعشر العتق من النار.

الزي التقليدي في رمضان

للزي التقليدي مكانة خاصة خلال هذا الشهر، حيث يحرص الرجال والنساء وحتى الأطفال على ارتداء الجلباب والقفطان خلال الزيارات العائلية وعند أداء الصلوات في المساجد، لا سيما صلاة التراويح. وتزدحم الأسواق خلال هذه الفترة بمحلات بيع الألبسة التقليدية، حيث يسعى الجميع إلى اقتناء أجمل الملابس لمواكبة أجواء رمضان.

مائدة الإفطار.. تنوع وغنى

تحمل مائدة الإفطار المغربية تنوعًا غنيًا بالأطباق التقليدية التي تلازم الشهر الكريم، وعلى رأسها حساء "الحريرة"، الذي يتكون من الطماطم والحمص والعدس وقطع اللحم، بالإضافة إلى حلوى "الشباكية" المصنوعة من الدقيق والعسل والسمسم وماء الزهر. كما تشمل المائدة أنواعًا مختلفة من الفطائر مثل "المسمن" و"البغرير"، والمملحات كـ "البريوات" و"البسطيلة"، إلى جانب التمر والعصائر التي تعد عنصرًا أساسيًا في الإفطار المغربي.

بعد صلاة التراويح، يجتمع أفراد العائلة حول كؤوس الشاي المغربي المنعنع، مع تقديم حلوى "السفوف" التي تمنح الجسم طاقة تساعد على الصيام والصلاة.

الروحانيات والتجمعات العائلية

يشتهر رمضان في المغرب بأجوائه الروحانية، حيث تشهد المساجد إقبالًا غير مسبوق من المصلين لأداء صلاة التراويح، إلى درجة امتلاء الشوارع المحيطة بها بالمصلين. كما يتم تنظيم "الدروس الحسنية الرمضانية"، التي تُشرف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويشارك فيها علماء ودعاة من مختلف التوجهات، حيث تطرح قضايا دينية واجتماعية تهم المسلمين.

ليالي رمضان.. حياة أخرى بعد الغروب

تتحول ليالي رمضان في المغرب إلى نهار، حيث تستمر السهرات والتجمعات العائلية حتى وقت السحور. وتبرز عادة تناول الشاي المغربي كطقس متوارث بين الأجيال، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء لتبادل أطراف الحديث حول طاولات الشاي والحلويات.

وفي بعض المدن المغربية، تقام حفلات وسهرات عمومية في الشوارع والحارات، يستمتع فيها الناس بالعروض الفنية والتقليدية. ولا تزال شخصية "الطَّبَّال" أو "المسحراتي" حاضرة رغم تطور وسائل الإيقاظ الحديثة، حيث يجوب الأحياء لإيقاظ الصائمين قبل موعد السحور.

العبادة والعادات المتوارثة

رمضان في المغرب ليس مجرد شهر للصيام والعبادة، بل هو تجربة اجتماعية وثقافية متكاملة، تجمع بين الأصالة والتجديد، وبين الموروث الحضاري المغربي وروح العصر. فالمغاربة يحرصون على استغلال هذا الشهر في التقرب إلى الله، وفي نفس الوقت، يحافظون على طقوسهم وعاداتهم التي تُضفي على رمضان نكهة خاصة، تجعل منه أكثر من مجرد مناسبة دينية، بل احتفالًا بروح الجماعة والتراث المغربي العريق.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق