حوارات
يُغوي شيطان الجنّ الإنسان، ويضلّه ويفسده، وربما يخفّ تأثيره الشيطانيّ بقراءة المعوّذات، وبأدعية تحصين النفس، لكن أعتقد شخصياً أنّ من هو أشدّ إغواءً وإضلالاً هو شيطان الإنس، ومن بعض مصائد شياطين الإنس، التي ربما لا يمكن لشيطان الجنّ أن يكيدها، والتي يجب على المرء العاقل الحذر منها، نذكر ما يلي:
- المدح المُفرِط: يسحر شياطين الإنس ضحاياهم بالإفراط في مدحهم، والإشادة المبالغة بهم حول أمور وأشياء وأقوال وتصرّفات شخصية، يشكّ الضحية أنه فعلها أو قالها، في السابق، وربما يفقد الضحية تركيزه الذهنيّ، وتضطرب ذاكرته تحت وطأة المدح المفرط، فيبدأ يتخيّل أنّ شيطان الإنس، ربما يعرفه أكثر من نفسه، فيبدأ يصدِّق مدحه المبالغ، وبالتالي ينقاد بإذعان لتلاعب، ولأغراض ولأهداف الشيطان الآدمي.
- الإيحاءات والتلميحات والرسائل المُبطَّنة: يستعمل بعض المحترفين من شياطين الإنس رسائل خفيّة يرسلونها الى ضحاياهم، ويخاطبون بها عقولهم الباطنة، إمّا لترسيخ أفكار ومشاعر معيّنة، أو لتشويش عقولهم، وهي رسائل نفسيّة معدّة مسبقاً لتغيير قناعات الانسان الآخر، وتبعاً لذلك: خدمة مصالح شيطان الإنس.
- زراعة الآمال الكاذبة: يزرع شيطان الإنس، لا سيما بعض أصحاب المال أو النفوذ، التمنيّات والآمال الكاذبة في قلب الضحية بهدف استغلاله لفترة معيّنة بقصد مساعدة الشيطان البشري في تحقيق أهدافه، ومصالحه الشخصية على حساب الضحيّة، فيعده بالمال أو المكانة أو المنصب حتى ينتهي من تحقيق مصالحه، وربما ينخدع بعض الأفراد، لا سيما إذا كانوا أخلاقيّين ومثاليّين للغاية، بمصائد شياطين الإنس، فينساقون وراء كلامهم الخادع، ويبذلون طاقاتهم وجهودهم لتنفيذ مؤامرات ومشاريع شيطان الإنس، وينتهي بهم الأمر كأي شيء يمكن رميه بعد استعماله.
- شهوات المال والجسد: يتعرّض الانسان لشتّى أنواع الاغراءات في حياته، والعقلاء الضّابطون لأنفسهم يعملون على مقاومتها، لكن ربما يقع تحت تأثيرها البعض، ولعلّ أشدّها تأثيراً هي شهوات المال والجسد، فيستعمل بعض شياطين الإنس هذا النوع من الإغراءات لجذب ضحاياهم والإيقاع بهم، وهي مصائد "تقليدية" يستعملها شياطين الجنّ والإنس، لكن شيطان الإنس يتفتّق ذهنه عن إغواءات ربما يعجز عنها، وربما يستحي منها شيطان الجن!
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق