الجيش يقلب الموازين في الخرطوم... و"الدعم" تتقدم في الفاشر
الخرطوم، عواصم - وكالات: كشف وزير الخارجية السوداني علي يوسف أن بلاده تتواصل مع السعودية ومصر والكويت وقطر، وذلك من أجل إعادة الإعمار، مشيراً إلى أن قوات "الدعم السريع" انتهجت تدمير المؤسسات وهو الأمر الذي يضعف عودة العمل الرسمي بسرعة في الخرطوم، كما كشف أنه بعد تحرير الخرطوم، سيتوجه الجيش إلى جيوب الدعم السريع في كردفان ودارفور، وستتواصل العمليات العسكرية، مشددا على أن الانتصار العسكري الحل لتحقيق السلام في السودان وليس التفاوض، موضحاً أنه بعد انتهاء الحرب يمكن التفاوض مع قوات "الدعم السريع"، مشيرا إلى أن الحكومة عرضت وقف إطلاق النار وخروج قوات "الدعم السريع" دون سلاح عبر أماكن محددة، قائلا إن القوى السياسية التي ارتكبت جرائم، والمتحالفين مع "الدعم السريع" ستستثنى من العملية السياسية في المرحلة المقبلة.
في غضون ذلك، وبعدما حقق الجيش السوداني تقدماً عسكرياً قلب الموازين في العاصمة الخرطوم، تقدّمت قوات الدعم السريع غرب السودان، حيث أعلنت سيطرتها على مدينة المالحة التي تقع على بُعد 210 كيلومترات شمال شرق الفاشر، بينما وقعت مناوشات محدودة في محاولة لاستعادة السيطرة على المدينة من قبل الجيش، وشهدت أطراف المدينة تحشيدا عسكريا من الطرفين، وفقا لمصادر فقد اجتاحت "الدعم السريع" المدينة من ثلاثة محاور بنحو 700 عربة قتالية.
إلى ذلك، توقعت مصادر عسكرية احتدام المعارك في المالحة خلال اليومين القادمين، بعد رصد حشود قادمة من مدينة الدبة بشمال السودان، حيث تعتبر منطقة المالحة معقلا رئيسيا للجيش نظرا لموقعها الستراتيجي، إذ تُعد ملتقى طرق بين الدبة شمالًا وحمرة الشيخ بشمال كردفان شرقا والفاشر جنوبا، وأفاد ناشطون بمقتل نحو 45 مدنيا في هجوم لقوات الدعم السريع على المدينة الواقعة شمال دارفور، وقالت لجان المقاومة وهي شبكة شبابية تتابع تطورات الحرب في السودان، إن قوات الدعم السريع نفذت هجمات على مدينة المليحة خلال اليومين الماضيين، وبحسب قائمة مبدئية للضحايا نشرتها الجماعة، فإن القتلى شملوا نحو 12 امرأة، بينما أقرت القوات المسلحة السودانية بوقوع معارك حول المليحة، لكنها لم تعلن فقدان السيطرة على المدينة.
على صعيد متصل، وبعد عامين من إغلاقها، فتحت العديد من الطرقات في العاصمة الخرطوم أمام المارة والعربات، فيما تصاعدت أعمدة الدخان من معظم معاقل قوات "الدعم السريع" في تحوّل مُثير لمسار الحرب، حيث شنّ الجيش السوداني قبل أسابيع أكبر عملية عسكرية منذ اندلاع النزاع، مُحكِماً سيطرته على مواقع ستراتيجية شملت القصر الجمهوري "الصندوق الأسود لحكم البلاد" والبنك المركزي والوزارات السيادية، فضلا عن فندق كورنثيا وقاعة الصداقة والمتحف القومي، بالإضافة إلى مقر السفارة المصرية وعدد من الأبراج والبنايات الشاهقة الخاصة بشركات ومصارف عدة، كما سيطر على مقار جامعية، بينها جامعات النيلين والسودان والبيان.
من جانبه، رأى المبعوث الأممي السابق إلى السودان فولكر بيرتيس أن نجاحات الجيش السوداني سترغم "الدعم السريع" على الانسحاب إلى معقلها في إقليم دارفور، قائلا إن الجيش حقق نصرا مهما وكبيرا في الخرطوم عسكريا وسياسيا، مضيفا أن الجيش سيقوم قريبا بتطهير العاصمة والمناطق المحيطة بها من قوات "الدعم السريع"، ولكن التقدم لا يعني نهاية الحرب حيث تسيطر قوات "الدعم السريع" على أراض في منطقة دارفور الغربية وأماكن أخرى، مضيفا "ستقتصر قوات الدعم السريع إلى حد كبير على دارفور... سنعود إلى أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين".
0 تعليق