في إطار جهوده الإنسانية المستمرة، وبدعم من المصرف الوقفي للرعاية الصحية التابع للإدارة العامة للأوقاف بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قام الوفد الطبي القطري بمعالجة 37 حالة مرضية للأطفال فاقدي وضعاف السمع خلال زيارته إلى جمهورية قرغيزستان، منها إجراء 24 عملية زراعة للقوقعة الإلكترونية، وإجراء 3 عمليات جراحية لمعالجة بعض مشكلات الأذن لإجراء زراعة القوقعة الإلكترونية لهم في الزيارة القادمة، إضافة إلى تسليم 10 سماعات أذن للأطفال الذين أثبتت الفحوصات الطبية أنهم لا يحتاجون إلى زراعة قوقعة.
وصرح المهندس عبدالله المير، رئيس لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة أن هذا المشروع النوعي هو ثمرة تعاون بنّاء وشراكة مجتمعية بين وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ممثلة في الإدارة العامة للأوقاف ووزارة الصحة العامة ومؤسسة حمد الطبية، بهدف توفير رعاية طبية متقدمة للأطفال الذين يعانون من ضعف السمع العميق، وتمكينهم من الاندماج في المجتمع عبر التواصل السمعي واللغوي.
إجراء الفحوصات الطبية وتشخيص الحالات المرشحة
ومنذ وصوله إلى العاصمة بيشكيك، باشر الوفد الطبي القطري إجراء الفحوصات الطبية للحالات المرضية المرشحة لإجراء العمليات، حيث تقرر التدخل الجراحي وإجراء عمليات زراعة القوقعة الإلكترونية للأطفال الذين تتطلب حالاتهم تدخلاً جراحياً، فيما تم تشخيص ثلاث حالات بحاجة إلى عمليات جراحية لمعالجة مشكلات أخرى في الأذن، وتم تسليم عشرة أطفال للسماعة الطبية كونهم لا يحتاجون إلى زراعة، مما يُبرز شمولية البرنامج في معالجة مختلف مستويات الإعاقة السمعية.
لقاءات رسمية وتعاون طبي مثمر
وضمن برنامج الزيارة، اجتمع السيد عبدالله المير، رئيس لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة، ونائبه الدكتور عبدالسلام القحطاني، مع مدير المركز الوطني لرعاية الأمومة والطفولة في وزارة الصحة القرغيزية، حيث جرى بحث مستجدات البرنامج وخطط التوسعة المستقبلية، بما يضمن استدامة المشروع واستفادة أكبر عدد ممكن من الأطفال.
وأشاد المهندس عبدالله المير بهذه المبادرة الطبية الهادفة وهذا الدعم السخي من الواقفين الكرام بدولة قطر الذين أوقفوا على المصرف الوقفي للرعاية الصحية بالإدارة العامة للاوقاف، مؤكداً أن هذا الدعم يساهم بشكل فاعل في تحسين الرعاية الصحية للمرضى من خلال توفير العلاج وشراء الأدوية والأجهزة الطبية إضافة إلى دعم وتطوير الخدمات الطبية وتقديم الحلول الصحية الناجعة للفئات المحتاجة، ومنهم الأطفال القرغيز.
وقدم الدكتور عبدالسلام القحطاني نائب رئيس لجنة دعم عمليات زراعة القوقعة وافر الشكر لجميع الواقفين الذين أوقفوا على المصرف الوقفي للرعاية الصحية، سائلاً الله عز وجل أن يكتب لهم الأجر والمثوبة وأن يتقبل عملهم ودعاء الأطفال وأسرهم لهم ليكون في موازين حسناتهم؛ بما قدموه من دعم ومساعدة لعلاج المرضى وإدخال السرور على قلوبهم وقلوب عائلاتهم، قال الله تعالى: «فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ».
194 طفلاً استفادوا خلال الزيارات السابقة
يُذكر أن مشروع زراعة القوقعة في قرغيزستان، الذي تشرف عليه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قد استفاد منه خلال الزيارات السابقة 194 طفلاً، حيث يتم تأهيلهم في مراكز طبية متخصصة تحت إشراف فرق طبية محلية، بمتابعة مستمرة من الجانب القطري.
دعم قطري مستمر للصحة المجتمعية
ويُعد مشروع زراعة القوقعة من أبرز المبادرات الطبية التي تدعمها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ممثلة في الإدارة العامة للأوقاف، كترجمة عملية لشروط الواقفين الكرام، في دعم الرعاية الصحية للأطفال وتوفير حلول طبية متقدمة تسهم في تحسين جودة حياتهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع والتعليم.
ويؤكد هذا المشروع الدور الريادي لدولة قطر ورسالتها الإنسانية العالمية، وترسيخ مكانتها كشريك فعال في تنمية المجتمعات، خصوصاً في المجالات الصحية والتعليمية، كما تؤكد على أهمية الدور البنّاء للإدارة العامة للأوقاف في دعم البرامج الوقفية النوعية التي تُحدث أثراً مستداماً في حياة الأفراد والمجتمعات.
ويمكن لأهل الخير الراغبين في أن يكون لهم وقف يُنفق ريعه على أحد مشاريع المصارف الوقفية الستة؛ ليكون لهم صدقة جارية وأجراً محتسباً إلى يوم القيامة أن يبادروا إلى الوقف عبر طرق الوقف المختلفة.
0 تعليق