كثيراً ما نسمع ونقرأ هذه العبارات الجميلة "الاخوة في الله" و"المحبة في الله تعالى"، وحب الأوطان، ونقرأ في السنة "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه"، ونقرأ الكثير من أمور ومظاهر المحبة في الاخوة في الله تعالى، وهي كثيرا ما تمر علينا في كتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم)، ولعل البعض منا يتساءل: لماذا اصرار الإسلام على هذه المحبة والاخوة في الله تعالى؟
حينما ننظر في سيرة سيد الخلق نجده (صلى الله عليه وسلم) اول ما بدأ به من أجل قيام، لا اقول وطن؛ لكن لقيام دولة عالمية تنشر الإسلام وتفتح البلدان، فاول ما بدأ به عليه الصلاة والسلام؛ جعل الاساس الصلب المتين قبل التشريع، وتفاصيله ارضية للدولة.
بدأ صلى الله عليه وسلم بالتآخي بين المهاجرين والانصار، فهذه المحبة والتآخي في الأوطان تقيم امما وحضارات، فلذلك كثيرا ما نرى الايات في كتاب الله تعالى تثني على "المهاجرين والانصار"، قال تعالى : "والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه لهم جنات تجري من تحتها الانهار".
وبالفعل هذا التآخي، وهذه المحبة في الله التي بينهم كانت هي أساس قيام الدولة العالمية الاسلامية الدولية، فلذلك، يحرص العدو دائما كل الحرص على تفتيت المسلمين بنزع المحبة والاخوة من بينهم. والغريب حقيقة، ان هذه الالقاب (المهاجرون والانصار ) التي اثنى الله عليها في كتابه، فانها تكون دعوى جاهلية متى ما كانت تُستغل من اجل خدمة الشيطان، حينها تكون دعوى جاهلية.
نعم يوم ان تنازع المهاجر والأنصاري فقال المهاجر: "يا للمهاجرين" ونادى الأنصاري "يا للأنصار"، فقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم"، رغم أن هذه الألقاب أثنى عليها الله في كتابه إلا أنها إذا سخرت للخطأ تكون جاهلية، خدمة للشيطان والتفرقة في البلاد والأوطان، وتكون دعوى جاهلية، وبذرة فتنة يسقيها الحقد والحسد والتعالي.
إعلامي كويتي
0 تعليق