شفافيات
آلاف الافراد وعائلاتهم من الجالية المسلمة غير العربية اجتمعت في مسجد الغانم والخرافي، في ليلة صقيعية شديدة البرودة تتدفى حول الاجواء الثقافية والعلمية، والفكر الاسلامي الذي طرحه كل من الشيخ فارق نايك والدكتور ذاكر نايك، الداعية الاسلامي المشهور.
آلاف المدعوين وعائلاتهم في ليلة جمعة مباركة يستغلون يوم اجازتهم؛ يتركون الاسواق، والمقاهي والمطاعم، والمولات التجارية والحدائق، والرحلات والترفيه المباحة، وتجمعات اسرهم واهليهم ليلتقوا بالدعاة الاسلاميين، يبشرونهم بالاسلام، ويشرحون لهم توجهاته الفكرية، والعلمية، والعقلية، والانسانية، والعقدية والثقافية وليعرفوهم بمكانتهم بين الامم.
فهم كما وصفهم الله، تبارك وتعالى، خير أمة اخرجت للناس؛ حال كونهم يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويؤمنون بالله "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله".
ومعنى كنتم هنا كما قالها المفسرون لا تعني الفعل الماضي؛ بل تعني انتم خير أمة، حال كونكم امة قيم ومبادئ، تحمل رسالة المبادئ والقيم الى الناس، وهي تطبق الاسلام الذي تدعو الناس اليه، ومن أجل هذا جاءت هذه الجاليات غيرالعربية الموجودة في الكويت لتتعرف رسالتها من خيرة المشايخ وكبار العلماء.
وقد اتحفنا الشيخ فارق نايك، وارجو ان اكون كتبت اسمه بطريقة صحيحة، اتحفنا والحضور من بعد صلاة المغرب وحتى اذان العشاء من المعاني والموضوعات الاسلامية المهمة، ما شاء الله، له ان يتحفنا في اداء منطقي علمي اتصف فيه الاداء بالهدوء والعلمية.
أما الداعية الاسلامي الكبير الدكتور ذاكر نايك فقد ركز بأدائه القوي المتمكن، وبخبراته العميقة في مجالات الدعوة الاسلامية، على ان لا اسلام للفرد والمجتمع، اذا كانت محبة الله ورسوله محبة سطحية تتفوق عليها محبة اتجاهات الاباء، والابناء، والعشيرة، كما قال تعالى: "قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ"(من سورة التوبة).
وشرح الآية بالحوار مع الحضور، والسؤال والجواب معهم؛ وتهدف مثل هذه الطريقة لشحذ همم الحضور، واستحضار خبراتهم، وتركيز انتباههم، وايضا قياس ثقافتهم في الموضوع، حتى يحسن الخطيب المتحدث من ادائه، ويقيس مستوى ادائه بالنسبة الى ثقافة الحضور، فلا يرتفع بهم فوق طاقتهم، وايضا لا ينزل بهم دون خبراتهم، وبهذا تقع عظيم الفائدة.
كما تطرق الدكتور نايك الى جرم عظيم تهتز لعظمته السموات، وتكاد تتفطر منه، وهو ان يزعم بعض الناس أن لله ولدا، كما هو في معتقدات المنحرفين عن التصور الصحيح لاسماء وصفاة الله الخالق؛ وتحدث عن المفاصلة بين الاسلام والكفر تاليا قول الله تعالى:"قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون ولا أنتم عابدون ما اعبد ولا أنا عابد ما عبدتم ولا أنتم عابدون ما أعبد لكم دينكم ولي دين".
وأكد على أسلوب الدعوة المتزن "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن". (الآية).
وختم محاضرته التي استمرت من بعد صلاة العشاء في حوار كاشف لمدى استيعاب الحضور تلك المحاضرة، ولتبدأ المحاضرة من جديد وبقوة اكبر بمشاركة الحضور بالحوار والاستفسار؛ وفي هذا يقول علماء التربية: ان التعليم الصحيح يكون حين يطرح المتعلمون الاسئلة على اساتذتهم، وليس العكس، فطرح السؤال من المتعلم دليل معايشته للموضوعات التي تطرح عليه.
كانت ليلة جميلة ليلة تذكرنا بامجاد المساجد تعج بالمصلين، وكبار العلماء المحاضرين.
شكرا جزيلا للمركز الاسلامي للدعوة في مسجد عبدالعزيز العثمان، بادارة الشيخ الفاضل محمد معروف على دعوته لي لحضور انشطة المركز ذات العلمية والثقافية المهمة.
كاتب كويتي
0 تعليق