ثقافة وفنون
0
❖ طه عبدالرحمن
يشكل الشعر الوطني غرضاً مهماً من الأغراض الشعرية المهمة، التي لا غنى عنها لكل شاعر، ليعبر به عن حب الوطن، وتأكيد الانتماء والولاء له، عبر كلمات تعكس معاني جمة، وتبرز في الوقت نفسه، حب الوطن، بكل ما يختزنه الشاعر من مفردات، تعكس حبه وولاءه للوطن.
في حديثهم لـ "الشرق" يؤكد مبدعون أهمية الشعر الوطني، لاسيما في مثل هذه الأجواء التي نحياها، بمناسبة اليوم الوطني، الذي يحفز الشعراء بدوره في قرض أجمل القصائد، بأرقى الكلمات، وأسمى المعاني، ليصدح بها الجميع، حباً في الوطن، وتأكيداً للانتماء له، وولاء لقيادته الحكيمة.
- د. زكية مال الله: الوطن عقد من اللآلئ ينثره الشاعر
تقول الشاعرة والكاتبة الدكتورة زكية مال الله العيسى: إن الوطن عقد من اللآلئ ينثره الشاعر بين يديه، ليصوغ من حباته الكلمات التي تعبر عن حبه وإجلاله للوطن، وينظم الأبيات التي تتضمن إعجابه به واحترامه وتقديره له، ولذلك تعتبر القصيدة الوطنية منبعا للتوصيف للوطن وجمالاته، والتعبير عن المواطنة والانتماء وتعزيز الولاء والدعم له، والتعميق لمفهوم الوطنية المرتبط بالجذور والتراث والحداثة والتفاصيل الحية للمعاني التي يجسدها الوطن مثل البذل والعطاء والأمن والأمان.
وتضيف أن القصيدة الوطنية هي استثارة للعاطفة وبلورة للغة التمازج بين الأماكن والحس الإنساني ووصف مشاعر الانتماء والاعتزاز والافتخار بالوطن والدفاع عنه، لذلك أصبحت سلاحاً فتاكا مثل الحجارة. مستشهدة بقصيدتها «المعشوقة قطر»، بكل ما تحمله من معانٍ معبرة عن تجلي الوطن في حبات اللآلئ براقاً لامعاً، ويستمد خلوده ومجده من قصائد الشعراء، وهو ما يتبلور في معانيهم وإبداعاتهم. وتتابع: إن الشعر الوطني هو تمجيد للبطولات الوطنية والدفاع عن الوطن والمطالبة بالحرية والاستقلال، ويعكس مدى تعلق الشاعر بوطنه، والمزج بين الهوية والمعتقدات والمبادئ القومية الوطنية، وأمثلة على ذلك شعراء الشعر الوطني أحمد شوقي، والبارودي، ومحمود درويش، ونزار قباني، والجواهري وبدر عبد المحسن.
وعن سمات الشعر الوطني، تصفه د. زكية مال الله بأنه يتميز بالحماسة واللغة القوية، والصور البيانية المؤثرة التي تثير في النفوس مشاعر الانتماء والمحبة للوطن، ولذلك يعتبر من أهم أنواع الشعر في الأدب العربي الذي يساهم في إثارة الوعي الوطني لدى الشعوب العربية، ويدفعهم إلى النضال للحرية والاستقلال.
- حصين الخيارين: شعرنا يتضمن ولاءً وإجلالاً
يقول الشاعر حصين بن غانم الخيارين، الملقب بـ «بن علم»: إن الشعر الوطني الذي ينظمه الشاعر يتضمن دائماً معاني ومشاعر وطنية، من إعجابٍ وحب واحترامٍ وإجلالٍ للوطن، وتتم ترجمتها في قصائد وطنية، تستند في مضامينها إلى خطابات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، والتي وجهها سموه في محافل عدة. مؤكداً أن قطر دولة يتمتع شعبها بمستوى أخلاقي رفيع وهو امتحان أخلاقي حقيقي حقق مجتمعنا فيه نجاحاً باهراً، وأثبت فيه أن ثمة أصولا ومبادئ وأعرافا تتم مراعاتها في جميع الأوقات، لاحترامنا لأنفسنا قبل كل شيء». ويتابع: إن للشعر الوطني أهمية بالغة في حث الناس على الدفاع عن أوطانهم وبعث الأمل في نفوس الشعوب بقوتها وبيان أهمية قيم الحرية والعدالة والكرامة والاستقلال والإرادة، وهذا هو الاستخدام الأمثل للقصيده بكل أشكالها مغناة أو عرضة أو شلة، «وهذا ما يدفعني كشاعر لتقديم قصائد وطنية تبقى مدى التاريخ، ويضاف هذا إلى إظهار مدى تعلق الشاعر بوطنه بكل تفاصيله، وهو أمر ملفت وبات بارزاً يردده الجميع ولاءً وحباً». ويلفت الشاعر حصين الخيارين إلى أن «الشعر هو الكلام الذي يختلف ويتميز عن باقي الألوان الأدبية بأن له وزناً وقافيةً وحاملاً للمعاني العميقة والجميلة في الوقت نفسه وهو وسيلة إبداعية للتعبير عن الأحاسيس والمواقف المحيطة والمؤثرة به والتي يؤثر فيها بدوره.
- مازن القاطوني: تاريخنا المجيد زاد لكلماتنا الوطنية
يوضح الكاتب مازن القاطوني أن المعاني الوطنية فرصة كبيرة للتعبير عن حب الوطن، «مستلهمين من تاريخنا المجيد معاني التضحية والبذل، ومن حاضرنا الزاخر العديد من الإنجازات، ومعاني التصميم والإرادة والإبداع، مما يجعل من اليوم الوطني الذي تنشد فيه القصيدة، يوماً نشحذ فيه الهمم ونجدد فيه العهد، ونلتف فيه سوياً حول رايتنا الغراء».
ويقول: إن تعبيرنا عن حبنا للوطن، ليس بالكلمات فقط، بل بالعمل والإخلاص والسير الحثيث نحو تحقيق تطلعاتها، مما يجعل من اليوم الوطني يوماً تلتقي فيه الأجيال، ليحكي الآباء للأبناء قصص الكفاح والبناء، ليدركوا أن هذا الوطن لم ينهض إلا بسواعد أبنائه، وبأن الحفاظ على مكتسباته أمانة تتطلب إخلاصاً وعطاءً لا ينقطع.
ويتابع الكاتب مازن القاطوني: إننا في مثل هذا اليوم، لا نحتفل فقط بما تحقق، بل نجدد التزامنا بمواصلة البناء والعمل بإخلاص لتظل قطر - كما هي- نموذجاً يُحتذى، ووطناً يزهو بأبنائه الذين يجسدون أسمى معاني الولاء والانتماء في كل خطوة يخطونها على خارطة الأيام، كما أنه يوم يعيد للأذهان قيم الوحدة والتكاتف التي أرساها الآباء المؤسسون، ويغرس في الأجيال الجديدة شعوراً عميقاً بالمسؤولية تجاه الحفاظ على هذا الإرث العظيم.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق