صراحة قلم
هناك بعض الأشخاص في صغرهم كانوا ضعفاء، لكنهم مشاكسون، يتحرشون بالأشخاص الأقوى منهم ليتعاركوا معهم، فيتم ضربهم ضرباً مبرحاً حتى توجعهم اجسامهم، وتتورم وجوههم، فإذا تركوهم الذين هم أقوى منهم متمددين على الأرض من شدة الآلام، صرخ هؤلاء المشاكسون، وهم يتألمون من وجع الضرب،بصوت عالٍ لكي يستفزون الذين ضربوهم بقولهم باللهجة العامية: "شفيكم نحشتوا يا خوافين، أساسا ما عورتونا"، أي باللغة العربية الفصحى: "لماذا ذهبتهم يا جبناء؟ لم نشعر بأي ألم من ضربكم، بل أنتم الذين خفتم منا فهربتهم".
هذا الأمر ينطبق على "حزب الله"، و"حماس" اللذين يتبعان أوامر إيران، وسياستها الإعلامية، المرتكزة على الكذب الصريح، فرغم خسارة غزة الفادحة من جراء حماقة "حماس" بما يسمى "طوفان الأقصى"، وقتل نحو 43374 فلسطينياً غالبتهم العظمى نساء وأطفال وشيوخ، وجرح نحو 102261 الكثير منهم أصبح معاقاً جسدياً، وتدمير غزة بالكامل، وتصفية ومقتل قادة الصفوف الأولى لـ"حماس"، إلا أن زعماءها السياسيين، والإعلاميين، يصرحون أنهم انتصروا في هذه الحرب، وأن إسرائيل هي الخاسرة، وأنها هي التي تسعى لوقف إطلاق النار.
وبعدما شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً على مواقع "حزب الله" في الجنوب اللبناني، واغتالت أمينه العام حسن نصرالله، وخليفته هاشم صفي الدين، وقتلت قادة الصف الأول والثاني، ودمرت البنية التحتية للحزب، إذ قدر البنك الدولي تكلفة الأضرار التي لحقت بالمساكن فقط بثلاثة مليارات دولار، وقتلت نحو 3800 لبناني منهم نساء وأطفال، وجرحت 16 ألفاً آخرين، وطلب "حزب الله" من دول العالم السعي السياسي لدى إسرائيل لوقف إطلاق النار، إلا أنه وبعدما تم التوصل إلى اتفاق لوقف النار وفق شروط إسرائيل، صرح السياسيون والإعلاميون في "حزب الله" أنهم انتصروا في الحرب، ونشر الحزب أول بيان له بعد وقف إطلاق النار قال فيه:"إن المقاومة تمكنت من تحقيق النصر على العدو الواهم الذي لم يستطع النيل من عزيمتها ولا كسر إرادتها، وأن الكلمة كانت للميدان الذي استطاع برجاله المجاهدين إسقاط أهداف العدو وهزيمة جيشه".
لا أعلم هل الحزب يعيش في عالم أخر، ويريد بكذبه هذا تغييب الحقيقة عن الشعب اللبناني، ألا يعلم هذا الحزب أن العالم اليوم يختلف عن العالم في خمسينات وستينات القرن الماضي، اذ لم يكن يوجد في تلك المرحلة اعلام سريع ينقل المعلومات بالصوت والصورة حين حدوثها، مثل ما نعيشه حاليا من سرعة نقل المعلومات، أم أنه يريد من هذا الكذب إيهام نفسه أنه انتصر، وإجبار الشعب اللبناني على تصديقه؟
حتى وقف اطلاق النار تم وفق شروط إسرائيل ومن هذه الشروط "عودة السكان اللبنانيين غير المسلحين على بلدات الجنوب – منع عودة عناصر "حزب الله" – ونزع سلاح الحزب في المنطقة بين الليطاني والحدود مع الاحتلال – انتشار الجيش اللبناني في المناطق الجنوبية – الحفاظ على حرية جيش الاحتلال في جنوب لبنان إذا خرق "حزب الله" الاتفاق وانسحب الجيش اللبناني".
ومع ذلك صرح الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم أن حزبه حقق انتصاراً كبيراً أكبر من الانتصار الذي حققه في عام 2006، وأن صمود المقاومين الأسطوري أرعب جيش الاحتلال، وأدخل اليأس عند سياسييه وشعبه".
وكأن الحزب أساسا حقق انتصارا في عام 2006، متناسين تصريح أمينه السابق حسن نصرالله عندما قال: "لو نعلم أن ردة الفعل ستكون هذه، لم نقدم على خطف الجندي"، وذلك بعدما تم تدمير جنوب لبنان مثلما تم تدميرها حاليا.
@al_sahafi1
0 تعليق