في أجواء روحانية مفعمة بالإيمان، انعقد الملتقى الفكري بساحة مسجد الإمام الحسين في القاهرة، عقب صلاة التراويح في الليلة الرابعة من رمضان، تحت عنوان “الصيام مدرسة للتربية الروحية”، بتنظيم من المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، وذلك ضمن جهود وزارة الأوقاف في نشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل.
افتُتح الملتقى بتلاوة قرآنية مباركة تلاها الشيخ طه النعماني، وقدمه الإعلامي عمرو أحمد، المذيع بقناة النيل الثقافية، بحضور لفيف من قيادات وزارة الأوقاف، ومديرية أوقاف القاهرة، والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إلى جانب جمعٍ غفير من السادة الحضور.
كلمة ترحيبية واستعراض لأهمية الملتقى
استهل الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحيم البيومي، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، اللقاء بالترحيب بضيوف الملتقى، مؤكداً أن هذا الملتقى يُقام برعاية كريمة من معالي الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، ويجمع بين الشريعة والحقيقة، في رحاب الأزهر الشريف ومسجد مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه).
الصيام والتربية الروحية
من جانبه، أكد الأستاذ الدكتور رمضان عبد الله الصاوي، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحري، أن الصيام مدرسة روحية، مشيراً إلى أن العبادة لا تنفصل عن الأخلاق، فكلاهما وجهان لعملة واحدة، مستدلاً بقول الله تعالى:
أخبار تهمك
الحكومة توافق على مشروع قانون لتنظيم الفتوى الشرعية وضبط مهام الإفتاء
رئيس أركان جيش الاحتلال يقر بمسؤوليته عن إخفاقات 7 أكتوبر ويدعو لتحقيق رسمي
“وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ”
وأوضح أن الزكاة تطهّر النفس، حيث قال الله تعالى:
“خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا”
وأضاف أن الصيام لا يكتمل إلا بالتقوى، مستشهداً بقوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ”
وأشار إلى أن التقرّب إلى الله يكون بالفرائض، مستشهداً بالحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن رب العزة:
“ما تقرَّبَ إليَّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليَّ ممّا افترضتُ عليْهِ، وما يزالُ عبدي يتقرَّبُ إليَّ بالنَّوافلِ حتَّى أحبَّهُ…”
كما شدد على أهمية حسن الخلق مع الصيام، مستدلاً بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ”
واختتم كلمته بالدعاء لمصر بالأمن والأمان، مستشهداً بقوله تعالى:
“ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”
التصفية القلبية ومسارات الاعتدال
أما الأستاذ الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، فقد ركز في حديثه على أن الصيام مدرسة للتربية الروحية، مشيراً إلى أن التوسط والاعتدال يبدأ من التصفية القلبية، حيث يكون المؤمن صافياً مع الله من كدرات النفس الأمارة بالسوء، مما يمنحه الفراسة، فيرى بنور الله. واستدل بحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
“أَلَا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلَا وَهِيَ الْقَلْب”
وأكد أن القلب النقي يكون وعاءً لنور القرآن الكريم، حيث يقول الله تعالى:
“ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ”
وأضاف أن نورانية القلب جعلت الجذع يحنّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، حتى قال:
“لَوْلا أَنِّي احْتَضَنْتُهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ”
كما تطرق إلى موقف الأنصار حين قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم:
“أفَلا تَرضَوْنَ يا مَعشَرَ الأنْصارِ، أنْ يَذهَبَ النَّاسُ بالشَّاةِ والبَعيرِ، وتَرجِعون برسولِ اللهِ في رِحالِكم؟ فبَكى القَومُ، حتى أخْضَلوا لِحاهُم، وقالوا: رَضِينا برسولِ اللهِ قَسْمًا وحَظًّا”
ختام الملتقى بالابتهالات الدينية
وفي ختام الملتقى، قدم الشيخ أحمد إبراهيم مقلد فقرة من الابتهالات الدينية، وسط تفاعل وإقبال كبير من الحاضرين،
0 تعليق