حققت الدكتورة سمية المعاضيد، أستاذة الرؤية الحاسوبية والذكاء الاصطناعي في جامعة قطر، إنجازا بارزا في تطوير نظام مساعد مبتكر يستخدم الذكاء الاصطناعي لمعالجة التحديات التي تواجه الأفراد ذوي الإعاقات البصرية، حيث يهدف النظام الذي أطلق عليه «القبعة الذكية»، إلى تعزيز استقلالية المستخدمين ومساعدتهم على التنقل في محيطهم بكفاءة وأمان.
وعملت الدكتورة المعاضيد مع فريق بحثي مكون من طالب الدكتوراه جايا كونوت، والدكتور محمد زيد شعري، وطالبة الماجستير نانديني أمانيان، على تطوير هذا النظام الذي يعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية والأنظمة المعتمدة على المستشعرات لتوفير حلول في الوقت الفعلي.
وقالت المعاضيد إن فكرة النظام جاءت من التحديات الكبيرة التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقات البصرية في حياتهم اليومية سواء في الحركة والتعرف على الأشياء والتفاعل مع محيطهم»، مضيفة أن «فريق البحث أدرك إمكانات الذكاء الاصطناعي في معالجة هذه التحديات من خلال توفير حلول تجمع بين تقنيات الحوسبة المتقدمة والواجهات سهلة الاستخدام».
وأكدت المعاضيد أنه لم يكن هدفهم مجرد إنشاء جهاز وظيفي ولكن تصميم نظام يمكنه التكيف مع بيئات مختلفة والاستجابة بذكاء لاحتياجات المستخدم وتقديم الدعم المستمر.
تتوافق هذه الرؤية مع اهتمامات المعاضيد البحثية الأوسع نطاقا والتي تشمل الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وحل مشاكل العالم الحقيقي وتطبيق التكنولوجيا المتطورة لتعزيز الإدماج الاجتماعي.
ويدمج النظام المساعد الذي طوره الفريق البحثي العديد من التقنيات المتقدمة بما في ذلك الذكاء الاصطناعي والرؤية الحاسوبية والأنظمة القائمة على المستشعرات، حيث يتضمن الماك بعض المميزات، وهي اكتشاف الأشياء والتعرف عليها، وتقنية تحويل النص إلى كلام، والتكامل القابل للارتداء، والملاحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وتجربة مستخدم قابلة للتخصيص.
ويلعب الذكاء الاصطناعي دورا محوريا في النظام المساعد، حيث يعمل على دعم كل من عمليات التعرف واتخاذ القرار، واستخدم الفريق نماذج التعلم العميق المدربة على مجموعات بيانات متنوعة لضمان الأداء الدقيق والموثوق به في سيناريوهات مختلفة.
وواجه الفريق البحثي تحديات متعددة خلال تطوير النظام، من بينها ضمان دقة التعرف على الأشياء في البيئات المختلفة وتحقيق التوازن بين الأداء التقني وسهولة الاستخدام، حيث أجرى فريق العمل اختبارات ميدانية مكثفة للتغلب على هذه العقبات، واعتمد على مكونات تكنولوجية فعالة من حيث التكلفة.
وفيما يتعلق بالخطط المستقبلية، تسعى الدكتورة المعاضيد وفريقها إلى توسيع نطاق البحث ليشمل تكامل النظام مع المدن الذكية، وتحسين قدراته من خلال نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا، بالإضافة إلى تطوير تطبيقات جديدة للأفراد ذوي الإعاقات المختلفة.
ويعد نظام «القبعة الذكية» خطوة رائدة في مجال التكنولوجيا المساعدة، حيث يبرز الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي في دعم ذوي الإعاقات البصرية وتعزيز استقلاليتهم. ومن خلال هذا المشروع، تؤكد الدكتورة المعاضيد أهمية تسخير التكنولوجيا لخدمة المجتمعات وتعزيز تكافؤ الفرص، مما يمهد الطريق لمزيد من الابتكارات في هذا المجال الحيوي.
0 تعليق