شرب الماء بكميات كبيرة والتقليل من المخللات والمكسرات
ينصح بالتوازن في تناول اللحوم والدهون والسكريات والنشويات

وضعت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية خريطة طريق لتفادي الإصابة بالأمراض المتعلقة باحتفالات عيد الفطر المبارك. ونصحت المؤسسة بضرورة التوازن في تناول الوجبات الصحية والتدرج في تناول الطعام حتى يعود الإنسان إلى طبيعته كما كان قبل شهر رمضان الفضيل. وحذرت الدكتورة رند عبود - أخصائية طب الأسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، من الإفراط في تناول اللحوم الحمراء والحلوى والدهون والنشويات خلال احتفالات عيد الفطر المبارك.

وقالت في بيان أمس: «إن اختلال النظام الغذائي خلال عيد الفطر يؤدي إلى زيادة الوزن في وقت قصير، إضافة إلى الشعور بالخمول والكسل، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالإسهال والحمى والتلبك المعوي، كما أن تناول اللحوم بكثرة قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات حمض اليوريك الذي يسبب ألم المفاصل، وأنه معروف أن الحلويات ترفع السكر في الدم، خاصة لدى مرضى السكري، مما قد يعرضهم لمضاعفات صحية تستدعي التوجه إلى المرافق الصحية.
وقالت د. رند عبود: من المشكلات الشائعة خلال فترة عيد الفطر آلام المعدة والانتفاخ وسوء الهضم بسبب الضغط الكبير على الجهاز الهضمي، إضافة إلى حالات التسمم الغذائي نتيجة تناول أطعمة غير آمنة، أو حساسية المكسرات لدى البعض. وأوصت المجتمع بالحفاظ على التوازن في تناول الطعام من حيث الكمية والنوع، كما يجب تجنب تناول كميات كبيرة من القهوة ومشروبات الطاقة والمشروبات الغازية والعصائر المحلاة، حيث يمكن أن تؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي والنوم والصحة النفسية، كما أنها على المدى البعيد قد تسبب هشاشة العظام.
الارتفاع المفاجئ بالسكر
وأضافت: من المعروف أن الحلويات تحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون، مما يمد الجسم بطاقة سريعة ويسبب ارتفاعًا مفاجئًا في مستويات السكر في الدم، كما قد يؤدي الإفراط في تناولها إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي مثل آلام البطن والإسهال. يجب أيضًا مراعاة صحة المرضى المصابين بأمراض مزمنة مثل السكري، إذ قد تسبب الحلويات ارتفاعًا في مستويات السكر والجفاف، مما قد يستدعي التدخل الطبي في بعض الحالات، كما أن تناول الدهون بكثرة قد يضغط على الكلى، خاصة إذا ترافق مع تناول أطعمة مسببة للإسهال، مما قد يؤدي إلى الجفاف. أما المرضى الذين يعانون من ارتفاع الكوليسترول أو ضغط الدم أو أمراض القلب، فيُفضل تجنب الأطعمة الغنية بالدهون، حيث يزيد ذلك من خطر حدوث مضاعفات صحية.

تقليل التنوع بالأطباق
وتابعت: تتميز أكلات العيد الشعبية بمذاقها الشهي وطرق تحضيرها المحببة، مما قد يدفع البعض إلى الإفراط في تناولها، لذا يُنصح بتقليل التنوع في الأطباق أو تناول كميات محدودة منها. ومن الأفضل تحضير هذه الأكلات بطرق صحية، كالتقليل من استخدام السمن والاستعاضة عنه بزيت الزيتون بكميات معتدلة، وإزالة جميع الشحوم من اللحوم وجلد الدجاج قبل الطهي، واستخدام عصائر الفواكه الطازجة بدلاً من السكر في بعض الوصفات، إضافة إلى تقليل استخدام صفار البيض لما يحتويه من نسبة عالية من الكوليسترول، واستخدام الحليب قليل الدسم، والدقيق الأسمر بدلًا من الدقيق الأبيض، مع تقليل كمية الملح المضافة إلى الطعام. أما الأكلات الأخرى مثل الأرز والمعكرونة وخبز القمح الكامل، فيُنصح بتناول كميات محددة منها، مع التركيز على تناول السلطة والخضراوات واللحوم المشوية أو المحمرة الخالية من الشحوم.

الحذر من النشويات والسكريات
ونصحت د. رند عبود بتجنب المضاعفات الصحية خلال عيد الفطر الناجمة عن الإفراط في تناول السكريات والنشويات حتى لا يؤدي ذلك إلى ارتفاع في مستوى سكر الدم، إضافة إلى توزيع الوجبات إلى خمس أو ست وجبات صغيرة يوميًا، والحرص على تناول الأدوية بانتظام، وممارسة الرياضة يوميًا للحفاظ على النشاط البدني. وبعد انتهاء شهر رمضان والعيد، يُفضل أن يراجع أصحاب الأمراض المزمنة طبيب الأسرة في المركز الصحي لإجراء الفحوصات الدورية، ومراجعة الأدوية وضبط الجرعات العلاجية. كما يُفضل تجنب الأماكن المزدحمة التي قد تُعرضهم للإصابة بالأمراض المعدية والنزلات التنفسية.
ولفتت إلى أنه بالنسبة لمرضى السكري، يمكنهم توزيع الوجبات إلى ثلاث وجبات رئيسية، بالإضافة إلى وجبتين أو ثلاث وجبات خفيفة، مع الاستمرار بمراقبة مستوى السكر في الدم، وزيارة الطبيب في حال وجود أي قراءة للسكر تتجاوز 250 ملغرام (١٥ مليمول)، أو عند ظهور أعراض ارتفاع السكر مثل كثرة التبول والشعور بالتعب وجفاف الفم وزغللة النظر والجوع والعطش الشديد. أما مرضى القلب، فيُنصحون بتجنب تناول وجبات كبيرة قد تُرهق القلب، والحد من استهلاك الملح والدهون، وتوزيع الوجبات اليومية على ست وجبات صغيرة لتقليل الإرهاق القلبي، كما يجب تجنب شرب كميات كبيرة من السوائل مع الوجبات، والاكتفاء بشرب كميات صغيرة ومتكررة، والتقليل من المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل الشاي والقهوة والمشروبات الغازية، ومراجعة الطبيب عند الشعور بأي ألم في الصدر أو زيادة في ضربات القلب.

تقليل الملح والمكسرات
وأكدت د. رند عبود ضرورة تجنب مرضى ارتفاع ضغط الدم، الأطعمة المقلية والمكسرات المالحة والمخللات، والإكثار من شرب الماء، وتناول وجبات صغيرة ومتعددة خلال اليوم، لافتة إلى ضرورة ممارسة رياضة المشي بانتظام، مع ضرورة مراجعة الطبيب عند ارتفاع ضغط الدم إلى 160/100 أو في حال ظهور أعراض مثل ألم في الصدر أو دوخة أو ضعف عام. وبالنسبة لمرضى الحساسية من المكسرات أو السمك، فيجب عليهم تجنب هذه الأطعمة تمامًا، ومراجعة الطبيب فورًا عند ظهور أعراض تحسسية مثل الطفح الجلدي أو تورم الوجه أو صعوبة التنفس أو صفير الصدر أو ألم في البطن. أما مرضى ارتفاع حمض اليوريك او ما يسمی النقرس، فيجب عدم الافراط في تناول اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية، مع مراجعة الطبيب فور الشعور بألم في المفاصل، خاصة في إصبع القدم الكبير. وبالنسبة لمرضى الكلى أكدت ضرورة شرب كميات كافية من الماء بمعدل 2-3 لترات يوميًا، مع تجنب الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم مثل التمر والأفوكادو والطماطم والتين، والحد من استهلاك الأملاح، وتجنب اللحوم المعالجة، والتركيز على تناول اللحوم الطازجة فقط، مع مراجعة طبيب الأسرة بعد رمضان لإجراء فحوصات وظائف الكلى.