مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
عربي ودولي
0
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي
لم تتأخر آثار الزلزال السياسي الذي ضرب سوريا في الثامن من ديسمبر، في الظهور فلسطينياً، وإن كان المشهد في قطاع غزة مدججا بالقتل والتدمير، حيث كان أول ما خطر في بال الغزيين، هو انفراجة تتيح لهم العودة إلى منازلهم، على وقع مشاهد عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم. سادت مشاعر الغبطة، عند الغزيين، عندما تناهى إلى مسمعهم أن أول طلائع اللاجئين السوريين، بدأوا حزم حقائبهم عائدين إلى وطنهم، ليتعزز لديهم الشعور بأن عودتهم ليست بعيدة، وانشدت غزة نحو عنوان واحد، وهو أن وقف الحرب، ولملمة الجراح، أمور قابلة للتحقيق. الصود البطولي والأسطوري لأهالي غزة، الذي رسخوه في مواجهة حرب الإبادة والتطهير، التي نزع باتجاهها جيش الكيان الصهيوني مستخدماً آلاف الأطنان من المتفجرات، التي صبّت فوق رؤوس المدنيين العزل، وكان مصدرها الجو والبر والبحر، وعلى مدار 15 شهراً، بحيث لا يمكن للمراقبين القفز عنه، أعطى جرعة أمل إضافية للنازحين بالعودة إلى منازلهم، لإدراكهم أن عودة اللاجئين السوريين تحققت بعد 15 عاماً من الثورة، ولم يكن طريقهم مفروشا بالورود. النازح من مخيم جباليا محمـد عبد ربه، دلل على غضبه وحنقه وسخطه من الممارسات التي يفرضها جيش الاحتلال في قطاع غزة، قصفاً وقتلاً وتدميراً وتجويعاً، لكنه بدا متمسكاً بالأمل، بأن عودته إلى منزله حتمية، ولو استمرت إلى حين. يقول عبد ربه لـ»ء»: «انتصار الثورة السورية، وعودة اللاجئين السوريين، كان لها موطئ قدم في نفوسنا، وربما جاءت لتذكر العالم بأن هناك لاجئين ونازحين فلسطينيين، ينتظرون العودة إلى ديارهم ومنازلهم، التي هجّروا منها قسراً، بفعل المجازر الدموية».
وقفزت صور «سوريا الجديدة» إلى سطح الاهتمامات الغزية، وخصوصاً لجهة وقف مطرقة النار، ومآلات الحرب الضروس التي أحرقت نصف قطاع غزة، وواقع جديد ولو بالحد الأدنى، يرفع عنهم دمار الحرب، ويسترد لهم الحياة. فبعد أكثر من أسبوعين على «تسونامي» الثورة السورية، الذي أطاح بنظام الأسد، لا تزال الأنظار في غزة ترصد ما يجري في «الشام» من تطورات وتداعيات، وتزامناً مع استمرار حرب الإبادة، والتي تسير على إيقاعها مفاوضات سياسية، يمني الغزيون الأنفس، بأن تسارع الأطراف الراعية لمساعي التهدئة، إلى إنجاز الاتفاق، بما يتيح لأبناء غزة «استراحة محارب» وصولاً إلى رفع أنقاض الحرب، أو حتى أن يبتلعها البحر، لتعود غزة إلى سيرتها الأولى.
اقرأ المزيد
مساحة إعلانية
0 تعليق