الشعب المصري على قلب رجل واحد

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ سنوات الشعب المصري على قلب رجل واحد ويردد القول: "يا نعيش عيشة فل، يا نموت احنا الكل".

لم أكن يوماً سياسياً، ولا أتحدث عن السياسة، كما أنني لا أملك أي ميول حزبية، لكن ما شهدته في هذه الأيام جعلني أفخر بانتمائي لهذا الشعب المصري العظيم.

شعبٌ لم ولن يساوم على كرامته، ويدافع عن الوطن وأمنه القومي، متكاتفاً عبر تاريخه الطويل.

في اللحظات الحاسمة، يظهر معدن هذا الشعب الصلب، لا ينكسر ولا يُثنى، واليوم، نجد المصريين، بكل طوائفهم وفئاتهم، يدعمون موقف قيادتهم الواضح والصريح في رفض تهجير سكان غزة إلى سيناء.

هذا الموقف ليس جديداً على مصر، التي طالما كانت الحاضنة والداعمة للقضية الفلسطينية،انما هو يعبر عن رؤية ستراتيجية وهي أن حماية الأمن القومي المصري لا تتجزأ عن أمن المنطقة بأكملها.

المصريون، بمختلف توجهاتهم، يدركون جيداً أن سيناء ليست مجرد قطعة من الأرض، بل هي جزء من الروح المصرية، وامتداد للهوية الوطنية، والحديث عن تهجير سكان غزة إلى سيناء يتجاوز حدود السياسة، ليصبح مساساً بأمن الوطن وحقوق أبنائه، وهو ما لن يسمح به المصريون، قيادة وشعباً.

الجميع في هذه الأزمة متكاتف حول هذا الموقف، يقفون خلف رئيسه، في مشهد يعيد إلى الأذهان صور الوحدة الوطنية في أصعب المحن.

هذا الدعم ليس فقط تأكيداً على ثقة المصريين بالقيادة، بل هو رسالة للعالم أجمع: المصريون لا يُساوَمون على أرضهم، ولا يقبلون التنازل عن سيادتهم.

ما يحدث اليوم يترجم وعياً شعبياً بأن القضية وجود ومصير، وكما اثبت هذا الشعب دائما انه قادر على تجاوز التحديات، واحباط أي تهديد، فانه اليوم يثبت ذلك مرة جديدة، لذا وكما كنا دائما نردد اننا على قلب رجل واحد ونعيد ونكرر مرة جديدة "يا نعيش عيشة فل، يا نموت احنا الكل"، مصر ليست مجرد دولة، إنها أمة بحضارة تمتد لآلاف السنين، وشعب يعلم العالم معنى الكرامة والوحدة، وستبقى مصر حرة عزيزة، شامخة، بقوة شعبها وإرادته التي لا تنكسر.

ولعل ما يزيد الموقف المصري قوة هو دعم الدول العربية الشقيقة، التي أعلنت تضامنها الكامل مع القاهرة في رفض أي مساس بسيادة مصر وأمنها القومي.

هذا الدعم العربي يترجم وحدة مصير وترابط الوطن العربي، الذي تدرك شعوبه أن تهجير سكان غزة إلى سيناء ليس حلاً، بل يعتبر تهديداً للأمن القومي العربي بأسره.

جاءت المواقف العربية لتؤكد أن مصر ليست وحدها في هذا التحدي، وأن الأمة العربية تقف في مواجهة أي محاولات لفرض حلول غير عادلة تُخل بالتوازن الإقليمي.

لقد أظهرت هذه الأزمة أن صوت العروبة لا يزال حاضراً وقوياً، وأن مصر، بقيمتها التاريخية والجغرافية، تحظى بدعم أشقائها في الخليج والمغرب العربي والمشرق.

هذا التكاتف العربي لا يعبر فقط عن مساندة سياسية، بل هو رغبة حقيقية في الحفاظ على استقرار المنطقة وحماية حقوق الشعوب العربية.

هذا الدعم العربي، المتكامل مع التكاتف الشعبي المصري، يرسل رسالة واضحة للعالم: المصريون والعرب يد واحدة في الدفاع عن حقوقهم وأرضهم،لان القضية شأن عربي مشترك، يعبر عن الوعي الجماعي بالمخاطر التي تواجه المنطقة.

اليوم هناك فرصة أمام القيادة السياسية لاستغلال التوافق الشعبي في تحسين احوال المعيشة عبر ترشيح واختيار الكفاءات ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

مستشار قانوني

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق