!['الملتقى الثقافي' نقاش التنوع وتأثيره على الصناعات الإبداعية](https://cdn4.premiumread.com/?url=https://alseyassah.com/alseyassah/uploads/images/2025/02/13/52852.jpg&w=850&q=72&f=webp&t=1.0)
المشاركون في الملتقى
خلال فعاليات مهرجان القرين في دورته الـ30
تواصلت فعاليات الملتقى الثقافي "ثلاثون عاما من الإبداع: الثقافة في مواجهة المستقبل"، الذي أقيم في فندق سانت ريجيس، ضمن فعاليات مهرجان القرين الثقافي الـ30، من خلال حلقة نقاشية عالجت مسألة مهمة تتعلق بـ"التنوع الثقافي وتأثيره على الصناعات الإبداعية"، وأدارها الكاتب أحمد فؤاد الشطي، وشارك فيها د. عبدالرحمن أبا ذراع الظفيري والكاتب يسري الفخراني، والكاتب محمد رضا نصرالله، بحضور الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب د. محمد الجاسر.
في البداية قال نصرالله: يتحدد التنوع الثقافي بطبيعته الخاصة، مما يبعث الحيوية في المجتمع ويجدد هويته الثقافية، هذا ما يؤكد عليه الإجماع العالمي في منظمة الأمم المتحدة، وأدبيات إعلان اليونسكو الخاص بالتنوع الثقافي، وتعدد الهويات في مجموعات المجتمعات التي يتألف منها المجتمع الإنساني.
وأوضح أنه لا يجوز لأحد أن يستند إلى التنوع الثقافي في انتهاك حقوق الإنسان التي ضمنها القانون الدولي، وذلك باحترام حق أي مجموعة وطنية مهما قلّ عددها وضمان الدولة للتداول الحر للأفكار والمصنفات الثقافية. وتحدث نصرالله عن الاقتصاد القائم على المعرفة، وارتبط عالم المعرفة باقتصاد المعرفة والمعلومات والاتصالات، كما أشار إلى مجتمع المعرفة والاقتصاد الذي يعد من أهم المجتمعات في عصر العولمة.
وطالب بتنمية ثقافية مستدامة تعتمد على المخزون الثقافي الشعبي، وذلك بتفعيل مؤسسات المجتمع المدني وحماية التنوع الثقافي وتعددية الآراء، مؤكداً أن عالم الثقافة هو المستثمر للفنون والآداب من مؤلفات ومجلات ونشر وقنوات مرئية ومسموعة ومتاحف وفنون بكل أشكالها، ومهرجانات ثقافية وفنية وإحياء المواقع التاريخية، فسوق عكاظ مثلا جمع التنوع الثقافي من خلال قصائد الشعراء.
وركز نصر الله في ورقته البحثية على التجربة الفرنسية في التنوع الثقافي، مما شجع ذلك الصين وغيرها، من خلال تصدير الثقافة الصناعية، بالإضافة إلى مدن المعرفة والثقافة في الصين والقاهرة، وغيرهما.
وذكر نصر الله تجربة الكويت المبكرة بالاهتمام الثقافي، قبل أن تنال استقلالها ففي سنة 1958م، أقدمت على خطوة جريئة بإصدار مجلة العربي، وقال: قدمت الكويت أوراق اعتمادها الثقافي إلى الأمة العربية قبل أن تقدمها سياسيا، محاولة أن تلعب دوراً مؤثراً في الثقافة العربية ومن يتتبع التاريخ الثقافي للكويت سوف يدهش من العدد الكبير الذي تردد على الكويت من أدباء وشعراء وأكاديميين وصحافيين، فيما تطرق إلى إحياء الحرف اليدوية في الاحساء بالمملكة العربية السعودية.
وختم نصر الله ورقته بحديثه عن طغيان الشأن المادي على الثقافة.
وبدوره قال الفخراني: هذه الزيارة الأولى للكويت، ولقد أسعدني المستوى الثقافي الذي يتمتع به من التقيتهم خلال الفترة القصيرة التي اقمتها في الكويت.
وأضاف: محظوظ لأنني صانع دراما ومنذ 12 سنة بدأت مشروعي الذي له علاقة بتتبع الحرف اليدوية في مصر، الأمران رغم أنهما يبدوان مختلفين، ولكنهما في النهاية يصبان في طريق واحد، ثم سرد حكاية عم صابر الذي التقاه منذ 12 سنة في شارع المعز، والذي كان في نهايات عمره، لتوثيق رحلة الأرجوز وهي رحلة مهمة جداً، والتي تأخذنا لملخص موضوع التنوع الثقافي، وقال: عم صابر بدأ رحلته في الثلاثينيات من حي بلاق حيث أصبح من دراويش السيرك، وعمل مهرجاً في ترويج الحيوانات ولم يسلك فيهما، ووصل به إلى أن أصبح لاعب أراجوز، ولكي يمضي في عمله كان لابد أن يحصل على "الزمارة"، التي تغيّر الصوت، ومنذ حصوله على هذه الآلة، لم يفارقه الأراجوز، حيث أصبح محركه الأساسي، والمدهش أنه كان يسعد مئات الحاضرين رغم أنه كان غير معروف.
وتابع: في رحلتي مع صناع الحرف اليدوية وكذلك صناعة الدراما، كان اهتمامي منصباً بقصص الناس، وحكاياتهم، واكتشفت ان التنوع الثقافي الحقيقي يأتي من خلال مقابلة الناس، والتعرف على قصصهم ومشاويرهم وأحلامهم، فمن دون الناس لا يمكننا أن نطور التنوع الثقافي، أو نتوقعه في المستقبل، وتقريباً 90 في المئة من قرى مصر زرتها وتعاملت مع الناس فيها، فكل شخص هو ابن مكانه وزمانه، فمن خلال موروث الأجداد تمكن الناس من إيجاد التنوع الثقافي.
وطالب الفخراني بضرورة "استخدام الوسائل الحديثة بطريقة صحيحة، بمعنى بدلا من أن تكون هذه الوسائل ضدك اجعلها معك، وهذا ما يجعلنا نصرخ ونقول إن التكنولوجيا أصبحت ضد المهارات الإبداعية، فقد حان الوقت لاستخدام هذه الوسائل لتكون معنا وليست ضدنا".
من جهته أوضح الظفيري أن "كل إنسان لديه ثقافة خاصة، كيف نستطيع صقل هذه الثقافة التي يمكن تعرفيها كلاسيكياً على أنها معرفة كل شيء، وفي ظل التطور الذي نشهده أصبح للثقافة تعريفات كثيرة ومتشعبة.
0 تعليق