حوارات
يشير التفكير السليم الى النظر في الأمور الحياتية وفقاً لوجهات نظر حكيمة، وبسيطة في آن واحد، ويتفادى فيها المرء العاقل الانغماس في ما يضيّع جهده الذّهنيّ، وهي القدرة على إصدار أحكام شخصية سليمة يزن فيها الانسان جميع الخيارات المتوافّرة لديه قبل أن يتّخذ قراراً شخصياً مصيرياً معيّناً.
ومن مبادئ اكتساب موهبة التفكير السليم، نذكر ما يلي:
-التركيز الذهنيّ على الأساسيات: لا ينشغل من لديه موهبة التفكير السليم، أثناء تفكيره بشيء معيّن، بالمظاهر أو الاضافيات والزوائد والزخارف الخارجية، لكن يركّز جهده الذهنيّ في سعيه الى فهْم الأساسيات، حتى يستطيع التوصّل الى الاستنتاجات الدقيقة والحلول المناسبة.
-وَزْن الخيارات المتاحة: يَزِنْ من لديه موهبة التفكير السليم كل الخيارات التي أمامه، ويسعى جاهداً الى رؤية الموضوع من جوانب مختلفة، حتى يكوّن رؤية شخصية واضحة تماماً. -العقل الباطن والإصابة في القول والفعل: إذا طوّر العاقل قدرات عقله الباطن، استطاع الإصابة في أغلب أقواله وأفعاله، فالعقل الباطن بالنسبة له هو الجيروسكوب الذي يوازن توجهاته النفسية والفكريّة السليمة.
- عدم القفز الى الاستنتاجات: يُعَوِّدُ العاقل نفسه على عدم الاندفاع في أقواله وتصرفاته، بسبب إدراكه وتمسّكه بحقيقة أنّ فيِ التأنّي السلامة، وفي العجلة الندامة.
-التفكير السليم والبيئة المناسبة: تنمو القدرة على التفكير السليم في البيئات الأسرية أو الاجتماعية المناسبة، وتكاد تختفي في البيئات المتخلّفة فكرياً وحضارياً، فامّا أن يخرج من يسعى الى اكتساب مهارة التفكير السليم من البيئة التي تمنعه حالياً من تطوير قدراته التفكيريّة، أو يقبلها على مضض، ويكابدها قدر استطاعته.
-استشارة العقلاء: يستشير صاحب التفكير السليم العقلاء في البيئة المحيطة به، وذلك بسبب أنّ عقلانيته ورزانته وبعد نظره تدفعه الى التأنّي، واستشارة العقلاء كخطوة أخيرة بالنسبة له، ومن يستشير العقلاء لن يندم اطلاقاً.
-القراءة عن الموضوع: يقرأ صاحب التفكير السليم عن الأمور الغامضة بالنسبة له، وتسهل عملية البحث عن المعلومات في عالم اليوم، وسوف يصل العاقل الى الحقائق التي تسندها الأدلة والبراهين الواضحة، ولكي يتّخذ قراراته الشخصية تجاه المواضيع الحياتية المختلفة بناء على معلومات صحيحة.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق