• وزير فرنسي: نتطلع إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة ومفاوضات جادة بشأن "خطة اليوم التالي"
فارس العبدان
أكد وزير أوروبا والشؤون الخارجية في الجمهورية الفرنسية، جان نويل بارو، خلال زيارته الرسمية إلى دولة الكويت، على مواقف بلاده الثابتة تجاه القضايا الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الوضع الإنساني المتدهور في قطاع غزة، والتطورات السياسية والأمنية في سورية ولبنان، إضافة إلى قضايا البيئة والتغير المناخي.
وعبّر عن تطلع بلاده لتعزيز الشراكة الثنائية مع الكويت، مع اقتراب عام 2026 الذي يصادف الذكرى الـ 65 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، مشيراً إلى زيارة رسمية مرتقبة لسمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد إلى باريس، بدعوة من رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون.
وفي الشأن الفلسطيني، جدّد بارو رفض بلاده المطلق لأي حل يقوم على التهجير القسري للشعب الفلسطيني، معتبراً ذلك انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.
وأعرب عن قلقه البالغ إزاء استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي أودت بحياة العديد من المدنيين، مندداً في الوقت ذاته بالهجمات التي استهدفت العاملين في المجال الإنساني.
ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع الرهائن، والانخراط في مفاوضات جادة بشأن "خطة اليوم التالي"، بالتنسيق مع المبادرة العربية.
وأشار إلى أن فرنسا والمملكة العربية السعودية ستترأسان في صيف هذا العام مؤتمراً دولياً لدعم حل الدولتين، باعتباره الحل الوحيد لضمان سلام عادل ودائم في المنطقة.
وفيما يخص سورية، جدّد بارو التزام بلاده بدعم انتقال سياسي شامل يحترم التعددية، ويأخذ بعين الاعتبار التحديات الأمنية، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب.
وبشأن لبنان، عبّر عن قلق فرنسا من تصاعد التوترات في جنوب البلاد، داعياً جميع الأطراف إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر 2024، لتفادي التصعيد في المنطقة.
وتطرّق الوزير إلى القضايا العالمية، لا سيما ملف حماية المحيطات، مؤكداً أهمية التعاون الدولي في هذا المجال، ومشدداً على ضرورة تنسيق الجهود استعداداً للمؤتمر الثالث للأمم المتحدة حول المحيطات (UNOC3)، المزمع عقده في مدينة نيس الفرنسية في يونيو المقبل، برئاسة مشتركة بين فرنسا وكوستاريكا.
وفي سياق زيارته الرسمية للكويت، هنأ بارو دولة الكويت على رئاستها الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، معرباً عن تطلع بلاده إلى تعزيز التنسيق السياسي والأمني معها لمواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ومؤكداً على التزام فرنسا الدائم
والتقى الوزير الفرنسي سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد ، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة، وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، حيث تم التأكيد على عمق العلاقات بين البلدين، الممتدة لأكثر من ستة عقود، وتشمل مجالات متعددة من الدبلوماسية إلى التعليم والصحة والدفاع.
وفي اجتماع عمل مع وزير الخارجية عبدالله اليحيا، تم توقيع مذكرات تفاهم عدة في مجالات الكفاءة والانتقال الطاقي، بالإضافة إلى اتفاق حكومي بشأن تبادل المعلومات المصنفة في قطاع الدفاع.
ورافق الوزير وفد من الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين، حيث التقى بوزيرة المالية والاقتصاد والاستثمار الكويتية وعدداً من المسؤولين، وعرض رؤية "فرنسا 2030"، مؤكداً استعداد الشركات الفرنسية للمشاركة في مشاريع خطة التحول الاقتصادي الكويتي، لا سيما في مجالات النقل، والمدن المستدامة، والطاقة، والربط اللوجستي، كما اقترح إطلاق برنامج استثماري مشترك يعزز التعاون الابتكاري ويحقق فوائد متبادلة للطرفين.
0 تعليق